صراحة فيصل القحطاني :اختتمت اليوم ورشة عمل (العمل البلدي لمكافحة الآفات بين صداقة البيئة وفعالية الأداء)، التي نظمتها وزارة الشؤون البلدية والقروية على مدار اليومين الماضيين بمقر الوزارة بالمعذر. واستأنفت الورشة جلساتها لليوم الثاني برئاسة وكيل الوزارة للشؤون القروية عبدالرحمن بن عبد المحسن المنصور، التي ناقشت المحور الثاني للورشة (نواقل الأمراض: المكافحة والتوعية) وتناولت الجلسة ورقة العمل والتي جاءت بعنوان مكافحة نواقل الأمراض أنظمة الصحة العامة قدمها الدكتور يحيى الحقيل مدير إدارة الصحة العامة بالوزارة، كشف فيها أن وزارة الشؤون البلدية والقروية قامت بتصميم العديد من الأنظمة الإلكترونية في كافة مجالات الإصحاح البيئي، ومنها أنظمة تخص مجال مكافحة الصحة العامة، وتشمل نظام قياس المؤشرات الصحة العامة الإلكتروني ونظام اعتماد مبيدات الصحة العامة الإلكتروني ونظام رصد آفات الصحة العامة الإلكتروني. فيما تناولت الورقة الثانية موضوع مكافحة نواقل أمراض البعوض (حمى الضنك، حمى الوادي المتصدع، حمى الخرمة النزفية، الليشمانيا)، وناقشها استشاري الحشرات الطبية ومكافحة النواقل بوزارة الصحة الدكتور عبد المحسن عبدون ،الذي أكد أن الأمراض الناقلة تمثل تحدياً خطيراً للصحة العامة في المملكة ومعظم أنحاء العالم، مشيراً إلى قيام المملكة بالعديد من أنشطة المكافحة المختلفة لهذه الأمراض. ونوه إلى أهم الإنجازات التي تحققت في هذا الشأن، حيث تم الوصول إلى المرحلة الأخيرة في برنامج القضاء على الملاريا بالمملكة لجعلها من الدول الخالية من هذا المرض، كما لم تظهر أي حالات لمرض حمى الوادي المتصدع بعد الجهود المكثفة في أعمال مكافحة الناقل من قبل كل القطاعات ذات العلاقة، بالإضافة إلى انخفاض عدد حالات الإصابة بمرض الليشمانيا الحشوية المسجلة من 32 حالة في عام 2008 إلى 8 حالات في عام 2012، كما انخفض معدل الإصابة بالليشمانيا الجلدية من 9,5 إلى 5 لكل 100 ألف حالة من السكان تحت الخطر. ورأس الدكتور عبد الله الدريس رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئية بمجلس الشورى سابقاً، الجلسة الرابعة من الورشة والتي خصصت لبرامج التوعية الصحية والمجتمعية، حيث تناولت موضوع التثقيف الصحي ودوره في الوقاية من الأمراض استعرض خلالها مدير إدارة صحة البيئة بالإدارة العامة لصحة البيئة بوزارة الصحة مشوح بن عبد الله المشوح المستويات الثلاثة للوقاية من الأمراض، حيث حدد المستوى الأول بإجراءات معززة للصحة وإجراءات وقائية خاصة، أما المستوى الثاني للوقاية فيهدف إلى العلاج المبكر للأمراض المعدية لمنع انتقالها، والاكتشاف المبكر والعلاج الفوري للمصابين بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم، ويهدف المستوى الثالث من الوقاية إلى تحديد وتبسيط الإعاقة وإعادة التأهيل، حيث أن الأمراض في هذا المستوى تكون قد حدثت وتركت ضرراً في جسم الإنسان. واختتمت الجلسة بورقة عمل تناولت دور الطرق الصديقة للبيئة والتوعية الاجتماعية في مكافحة الآفات قدمها الأستاذ بجامعة الملك سعود الدكتور على آل سرار، حيث استعرض فيها الطرق المختلفة للتقييم الحيوي للمبيدات المضادة للبعوض كناقل جيد لكثير من المسببات المرضية للإنسان والحيوان باستخدام الطرق القياسية الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. وفي ختام أعمال الورشة تم الخروج بعدد من التوصيات، تركزت على الإجراءات العملية الوقائية وكذلك التوعوية، جاء من ضمنها مضاعفة الجهود لنشر التوعية المجتمعية باعتبارها خط الدفاع الأول، مع التركيز على شريحة الطلاب بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم باعتبارهم يمثلون الفئة المجتمعية الكبرى، وإشراك الجامعات والمراكز المتخصصة في أعمال المكافحة للآفات من خلال تشجيعها على إجراء الدراسات والبحوث وتسهيل جهود أعضاء هيئة التدريس للاستفادة من خبراتهم، بالإضافة إلى الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة (وسائل التواصل الاجتماعي) في أعمال التوعية لضمان التغطية المجتمعية من خلال إرسال الرسائل النصية. كما أوصت الورشة بالتركيز على أعمال المكافحة الصديقة للبيئة حيث تعد أكثر فعالية، إضافة إلى خفض استهلاك المبيدات وتوفير التكاليف والمجهودات، وضرورة التركيز على مكافحة الأطوار اليرقية للبعوض، لأنها تمثل 80 % من دورة حياة البعوض وأقل مساحة وأقل تكلفة وأكثر فعالية مقارنة بمكافحة الطور البالغ للبعوض، إضافة إلى استكمال إنشاء مختبرات الصحة العامة بالأمانات لإجراء اختبارات الحساسية على الآفات والقيام بالدراسات اللازمة عليها. واشتملت توصيات الورشة أيضا على ضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات على آفات الصحة العامة ونواقل الأمراض، وتفعيل مشاريع خفض مستوى المياه السطحية بالمناطق التي تعاني من ارتفاع منسوب المياه السطحية فيها.