تمكن المهندسون في الشركة السعودية للكهرباء من التغلب على مشكلة فنية كبيرة كانت تهدد استكمال تنفيذ محطة توليد جنوب جدة للطاقة الكهربائية في الوقت المحدد لها تمهيداً لدخولها الخدمة في صيف عام 2016م. التحدي ظهر قبل شهرين بعد أن تلقت الشركة إخطاراً من أمانة محافظة جدة يفيد باستحالة عبور محولات ومولدات الشركة الجديدة التي وصلت للشركة مؤخراً لميناء جدة الإسلامي. ووفقاً لما حصلت عليه "الرياض" من معلومات فإن الأمانة أخطرت الشركة أن كوبري "الخير" المؤدي إلى موقع المشروع لا يمكنه بأي حال من الأحوال تحمل وزن المحول الواحد والبالغ 522 طناً في حين أن أقصى حمولة يمكنها عبور الكوبري لا تصل إلى 400 طن، وهو الأمر الذي وضع مسؤولي الشركة في حيرة بالغة كون أن الكوبري هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى موقع المحطة إضافة إلى أن الطريق البديل يمر عبر القاعدة البحرية وغير مؤهل بالكامل لعبور شاحنات بهذا الحجم. المحولات التي وصلت الميناء وعددها ثلاثة تعد من الأكبر في العالم وزنتها قرابة 522 طناً للمحول الواحد، إضافة إلى مولد كهرباء زنته 460 طناً، وتمثل الجزء الأول من الشحنة حيث سيكون هناك مجموعة أخرى مماثلة من المنتظر أن تصل إلى الميناء خلال الفترة القادمة. وحسب المسؤولين الذين التقتهم الرياض، فقد تم الاتفاق على استخدام طريق الكورنيش الجنوبي المحاذي لمصفاة أرامكو والمرور عبر قاعدة الملك فيصل البحرية إلى المحطة، وهو ما واجه عائقاً آخر يتمثل في "مجرى لتصريف السيول" ولا بد من عبوره ولا تحتمل العبارة الخاصة بالمجرى وزن الشاحنات. وبعد أن رفض الاستشاري الخاص بالأمانة كافة الحلول المطروحة لعدم ملائمتها لطبيعة المكان طرح مهندسو وفنيو الشركة فكرة تركيب مسار حديدي "جسر" محاذٍ للعبارة بعد ردم بداية ونهاية قناة التصريف بشكل جزئي، ومن ثم تم التعاقد مع شركة متخصصة (حسب طلب الأمانة) كطرف ثالث محايد لدراسة قوة التربة وإعطاء التوصية النهائية، وبالفعل تم الحصول على الموافقة النهائية واعتماد المقترح من الأمانة والاستشاري بعد أن وافق المقاول المنفذ للمشروع وتعهد بأن يقوم بإعادة الأوضاع الخاصة بالمنطقة إلى سابق عهدها بعد كل عملية شحن للمعدات. وقامت الشركة بالتعاون مع مقاول المشروع ببناء جسر حديدي كبير لعبور الشاحنات العملاقة من خلاله، بعدها بدأت الشاحنات في دخول القاعدة البحرية ومن ثم العبور إلى المحطة لتتم بعدها عملية إعادة الأوضاع كما كانت عليه سابقاً ورفع الجسر موقتاً لحين وصول الشحنات الجديدة التابعة للمحطة.