×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمين الأحساء : 148 ألف متر مربع لإنشاء 12 حديقة وساحة بلدية وتجميل طريق المطار / إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

صديقي الإخواني: أرجو أن تقرأ ما أكتبه هنا متخلصا من الحمولات السابقة التي تثقل ذهنك كلها.. أرجو أن تقرأه بهدوء، ودون تشنج.. أرجو أن تقرأه مستبعدا أنني أكرهك كراهية مجانية، أو أتآمر عليك.. أرجو أن تقرأ متخففا مما وقر في ذهنك عن غير المنتمين إلى جماعتك. صديقي العزيز: خلافي معك يتمحور حول المبادئ والأخلاقيات، حول "براجماتيتك" التي تجعلك تستحل كل محظور في سبيل مصلحة جماعتك، حول كيدك الخفي لي، حول مجانبتك الصدق، حول متاجرتك بالمقدس، حول ظلمك لكل من حولك، وتبريرك ذلك الظلم بما هو أوهى من أهدافك. عزيزي: هل تنكر أنك – ذات يوم – عملتَ على تشويهي، ووصفتني بأبشع الأوصاف؟ وهل تستطيع أن تنسى أنك – ذات اندفاع – سعيت بكل ما أوتيت من دعم إلى استبعادي عن منشط ما، لأنني – كما تزعم - وطني، أشيع مبدأ الانتماء إلى وطن له حدوده المعلومة، لا الهلامية، وطن ملموس معروف، له معالمه التي تتجاوز "الأدلجة"، وتعلو فوق الوهم، وهل تنكر أنك نجحت في إبعادي عن عمل، أو مؤسسة، وتسببت في قطع رزق أطفالي، وأنك فعلتَ ذلك لأنك ترى فيّ أنموذجا للشر والخطر على الأمة؟ وهل تنكر أنك نجحت في إقصائي عن موقع ما من مواقع المسؤولية والتأثير، لأنني لستُ منكم؟ أظنك تستطيع أن تتذكر أكثر من موقف انتشيتَ فيه، وتفاخرت به، أمام "ربعك" الذين شكروك شكرا جما على منجزك الذي لم يكن – لو تأملت – سوى شرٍّ وأذى وقطع رزق وتشويه سمعة. صديقي: حين أقول لك إن خلافي معك، خلاف على المبادئ، فأنا أعني ذلك جيدا، وحين أقول إن خلافي معك يكبر كلما تأملت التحولات، فإن الواقع يؤيد ذلك. دعنا نفكر بهدوء بعيدا عن مستخدِميك؛ ألا ترى أن أدبيات جماعتك القائمة على رفض كل شيء خارج إطارها، هي التي أنتجت لنا "القاعدة" بشكل أو آخر، أو -على الأقل- أسهمت مع التطرف السلفي في إنتاجها، وأن وجود "القاعدة" هو الذي سهل لأميركا وغيرها غزو أجزاء من بلداننا؟ وألا تدرك أن أدبيات جماعتك هي التي أنتجت "النصرة" بكل أحاديتها وعنفها؟ وألا ترى أن "داعش" مزيج من أدبيات جماعتك، ونصوص المتطرفين المتكلسين، وأن ذلك كلّه أفضى إلى صورة مشوهة للدين العظيم الذي نختلف معكم من أجله، لا عليه؟ وأن وجود هذه الفروع عن "جماعتك" هو الذريعة الجاهزة لـ"الغرب الكافر" ليتعدى على شعوبنا وأوطاننا؟ وأن كونه ذريعة يعني أنكم "عملاء" ممتازون دون أن تدركوا. صديقي العزيز: وماذا بعد؟ ولماذا هذا كله؟ وهل كانت النتائج تستحق كل هذا الانشطار المجتمعي الذي صنعتموه؟ وهل من نتائج غير الاحتقان والخراب والضعف والهوان والقتل والدمار والقلق وتشويه ديننا الأعظم؟ الكلام يطول، ويطول، وله بقية ستأتي، وكل ما أتمناه عليك أن تتأمل وتفكر بهدوء، فأنت ذو ذهن متقد، وقدرات ممتازة، ولو لم تكن كذلك، ما اختاروك. التوقيع: صديقك المستقل.