سادت في الأردن اليوم الأربعاء حالة من الغضب والحزن على إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا وسط مطالبات بالانتقام منتنظيم الدولة الإسلامية, وتوسيع دور الأردن في الحملة العسكرية التي تستهدف التنظيممنذ أشهر على التنظيم في سوريا والعراق. وأدى الأردنيون اليوم صلاة الغائب على الكساسبة, في حين قرعت أجراس الكنائس تعبيرا عن الحزن على الطيار الذي نشرتنظيم الدولة أمس الثلاثاءتسجيلا مصورا يتضمن مشاهد لحرقة حيا. وكان الأردن أعلن الحداد لمدة أربعين يوما. كما نظمت اليوم الأربعاء وقفات احتجاجية بمشاركة منظمات مهنية ونقابية في عدد من المحافظات الأردنية تنديدا بإعدام الكساسبة وتضامنا مع عائلته. وفي الوقت نفسه احتشد أردنيون لاستقبال الملك عبد الله الثاني عند وصوله لمطار الملكة علياء بعمان قادما من واشنطن تعبيرا عن استنكارهم مقتل الكساسبة. وأفاد مراسل الجزيرة أحمد جرار بأن آلاف الأشخاص -بينهمعسكريون وبرلمانيون-أدوا صلاة الجنازة في مسقط رأس الكساسبة بمحافظة الكرك جنوبي الأردن.وأضاف أن مفتي الجيش الذي أم الصلاة ندد بتنظيم الدولة ووصفه بالضال. وتابع المراسل أن مسقط رأس الطيار شهد حالة من السخط ومطالبات بالثأر له إثر الإعلان عن إعدامه, وتعزيز مشاركة الأردن في العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد التنظيم. وقال إن بعض الأصوات داخل الأردن التي ربما كانت تعتبر عمليات تنظيم الدولة دفاعا عن المكون السني في سوريا والعراق لم يعد لها وجود، حيث توحد الأردنيون في المطالبة برد شديد على التنظيم,وهو ما كان لوح به الجيش والحكومة مساء أمس الثلاثاء. وكان تنظيم الدولة قد أسر الكساسبةفي 24ديسمبر/كانون الأول الماضي إثر تحطم طائرته قرب مدينة الرقة شمال شرقي سوريا. وقالت السلطات الأردنية أمس إن التنظيم أعدم الطيار في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي. من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في عمان حسن الشوبكي إن الحزن والغضب يلفان الأردن كلهإثر الإعلان عن إعدام الطيار حرقا. وأضاف أن هناك مطالبات واسعة بالانتقام, مشيرا إلى مطالبة القوى السياسية والاجتماعية بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة منذ سنوات في عدد من السجناء المتهمين بالمشاركة في هجمات قتل فيها أردنيونبالأردن والعراق. يذكر أن السلطات الأردنية نفذت فجر اليوم الأربعاء حكم الإعدام في كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي. وأدينتالريشاوي بمحاولة تفجير حزام ناسف في فندق بعمانعام 2005, في حين أدين الكربولي بقتل أردني في العراق.