أعود مجدداً للركض في الملاعب بالتزامن مع قرب انطلاقة الدور الثاني لدوري عبد اللطيف جميل عصر بعد غد الخميس.. الركض بالحرف طبعاً وليس بالأقدام بعد فترة توقف تجاوزت الأسبوعين لوجودي خارج البلاد. لقد أردتها رحلة بعيدة عن الصخب الرياضي وكان لي ذلك وبعد عودتي فجر الأحد شرعت في تتبع الأنشطة الرياضية لتجديد معلوماتي التي هي أشبه بلياقة اللاعبين تتأثر بالتوقف. ولم ألحظ أشياء رياضية فنية غيرعادية غير أن هناك عواصف خفيفة تجتاح أندية الصدارة الخمسة باستثناء النصر متصدر الدوري بفارق خمس نقاط عن أقرب منافس له الذي يمكن اعتبار أوضاعه مستقرة مع بعض المطالب المالية المترتب عليه دفعها ليتمكن من تسجيل لاعبيه الاثنين الأوروجواني فابيان والإكوادوري أرماندا ويلا بديلا عن البرازيليين هيرناني وماركينوس. ولم تعد جماهير النصر التي يسيطر عليها الارتياح العام تقلق في هذا الجانب فهو حدث مكرر في كل موسم تسجيل لاعبين يحسمه قولا وعملا رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بمقولته المشهورة (سنسجل ونسجل) وفي كل موسم يطلقها ويسجل. لكن الملاحظ على بقية الفرق التي لها حظوظ في منافسة النصر على صدارته ولا أقول لقب الدوري كون المسافة طويلة جدا والدوري يعبر الخطوة الأولى في نصفه الثاني والوقت لم يحن بعد للإشارة إلى معالم البطل وإن كان النصر مغرداً في القمة ويمتلك في جيبه مفاتيح المحافظة على لقبه وكل ما يحدث في الفرق المنافسة يصب في خدمة صدارة النصر. وصيف المتصدر أهلي جدة لا يبدو أن جماهيره تشعر بالارتياح مع عودة نشاط الدوري بعد فترة توقف لحساب المنتخب السعودي الذي شارك في أمم آسيا بأستراليا وخرج مبكراً من دوري المجموعات بضربة ثلاثية قوية غير متوقعة من منتخب أوزبكستان حرمته من بلوغ الثمانية. مصدر القلق الأهلاوي يكمن في إصابة هداف الدوري اللاعب السوري عمر السومة وغيابه على الأرجح عن اللقاءين القادمين وهو الذي كان حاسما للنتائج في معظم لقاءات الفريق الأهلاوي. ولا يبدو الشباب ثالث الترتيب في الدوري في وضع جيد ويتصدر الهم المالي وتراكم استحقاقات اللاعبين المتأخرة من رواتب شهرية أبرز متاعبه من جراء انعكاسها على الأداء الفني للفريق هذا الموسم. ومتاعب الهلال رابع الدوري واضحة منذ خروجه من (الآسيوية) وباتت مشاعة عبر الإعلام بالإضافة إلى خلافات ثلاثية الأبعاد وكلها لها تداعياتها السلبية على جسم الفريق الفني. فهناك خلافات بين المدرب الروماني ريجي وبعض اللاعبين من جهة، وبينه وبين الادارة في موضوع اللاعبين الأجانب، وبينه وبين عائلته التي دخلت على خطه الفني وصعدت من الموقف إلى درجة مطالبة المدرب عائلته بوقف التصادم مع الجماهير الهلالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وخامس الترتيب الفريق الاتحادي فقد درج هذا الفريق ألا يمر موسم إلا وتحدث زوبعة وآخر الزوابع تمرد القائد محمد نور والمنتشري على المدرب الروماني بيتوركا مما حدا به كما نقلت وسائل الإعلام إلى طرد اللاعبين من معسكر الفريق في الإمارات. يبقى القول إن مؤشرات الأداء في الفصل الثاني من الدوري قد لا ترقى إلى درجة تفوق ما قدم في الفصل الأول إذا بقيت متاعب الفرق الواقعة خلف المتصدر بلا حلول جذرية. وبقاء وضع الفرق الملاحقة للنصر على أوضاعها يعني هبوط مستوى الإثارة المرتقبة إلى درجات دنيا وربما نرى النصر وقد زاد من المسافة النقطية بينه وبين الثاني إلى أبعد بكثير مما هي عليه الآن وقد يحسم اللقب مبكراً. كاتب صحافي