محمد الزهراني- سبق- الرياض: أكد الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق، أن هذه الأيام هى مرحلة ارتخاء مناخي أو فتور في التصارع الجبهي بين المرتفعات الشتوية الباردة والمنخفضات الدافئة وتسمى بذرة الست، وهي ستة أيام تبدأ من اليوم، يسود فيها الاعتدال الذي يميل إلى الدفء في حال النهار والملحوظ بالبرودة في هزيع الليل، مشيراً إلى أن هذا الموسم تتزاوج فيه العصافير وينتشر البعوض والقمل وتفتح الرياح الشمالية أذرعها لتقبلها وتحتضنها بذرة الست. وأضاف: هذه الأيام الستة تكون الأرض فيها صالحة لزراعة جميع الخضراوات والحبوب، وشتلات الموالح والعنب والأشجار متساقطة الأوراق، وغالباً ما يكون نتاجها ذا جودة عالية وموطنها ثلاثة أيام من آخر الشبط، وثلاثة أيام من أول العقارب، وخلاله تسلم البذرة من شدة البرد المهلك ومن حمس حرارة الشمس ومن هجوم الحشرات، فالموسم خال من هذه المعوقات الزراعية. وبين: هذا الموسم يسبق بذرة (الجَلْعَة) بـ 20 يوماً، وهي بذرة عامة تزرع فيها كل المحاصيل الصيفية من الخضار والبقول والورقيات والأشجار المعمرة. وتابع: وموسم الست علامة على انتهاء موسم البرد المهلك، فالبرد ينقسم إلى قسمين: الأول، برد منبعث من باطن الأرض بما يسمى بالصقيع والذي يخفض الحرارة إلى معدلات مهلكة وقاتلة، وهذا الموسم انتهى، والثاني، برد محمول على أكتاف الرياح الشمالية وهذا لم ينتهِ بعد. وأردف: وموسم الست علامة أيضاً على أن الشتاء سيبدأ يلملم متاعه بتثاقل، إلا أن هنالك قبلات وداعية واحتضاناً بأذرع الرياح الشمالية التي تخفض درجات الحرارة لمعدلات طبيعية ومقبولة وتنتابنا على فترات متقاربة خلال الأربعين يوماً القادمة. وبيّن: وخلال موسم الست تتزاوج فيه العصافير وتظهر أوراق الشجر وينتشر البعوض، ومما ينبغي التنبيه إليه أن في هذا الموسم ينشط القمل في رؤوس البشر والبهم، وهو سريع العدوى، فيجب الحذر من مسبباته بالنظافة الشخصية وعدم استخدام ملابس وفرش الغير من أغطية وألحفة ووسائد كالموجودة في الغرف والشقق المستأجرة. وقال: ومن نافلة القول أننا على أعتاب موسم ذي مزاج مكفهر، وهو موسم العقارب الذي سيحل علينا في يوم الجمعة القادم، وأحياناً يغازلنا بلطف جوه ونعومة ملمسه، فيجب علينا عدم التماهي معه، فلا نخلع أرديتنا ولا نقترب من مجاري الشعاب ومواطن الأودية، فكوارثنا الكونية لا تصل إلينا إلا من هاتين الناحيتين، فلو تعاملنا معها كما يمليه علينا الترس الكوني لما نفذت إلينا، ولو من سم الخياط.