لماذا ودع منتخبا شمال إفريقيا تونس والجزائر البطولة على الرغم من ترشيحهما للمضي بعيدا في المسابقة قبل انطلاقها بغينيا الإستوائية؟ فما بين مشاكل خططية مثل التعامل مع الكرات الثابتة، ومشاكل تحكيمية، واستفاقة للخصوم، لم يستطع العرب إرسال ولو منتخب واحد إلى نصف نهائي البطولة. المرشح الأول مرة أخرى عقدة المرشح أول ضربت صاحبها في المنافسات. صحيفة الهدف الجزائرية، كانت قد وصفت فريقها بأنه في طريقه إلى غينيا الاستوائية للعودة بالكأس. جاء هذا الإحساس بعد أداء رائع للخضر في كأس العالم أولا، ثم في التصفيات الممهدة لكأس الأمم، إذ كان أول فريق يتأهل للبطولة. لكن منتخب الجزائر ودع المنافسة من ربع النهائي بعد تأهله لهذا الدور في آخر مباراة بدور المجموعات بالفوز على السنغال واحتلال المركز الثاني بالمجموعة. الكرات العالية منتخب الخضر يعاني من مشكلة في التعامل الدفاعي مع الكرات العالية لم يتخلص منها منذ المونديال الأخير. نقطة القوة التي دائما ما يتمتع بها منتخبات الشمال الإفريقي، كانت هي نفسها نقطة الضعف التي كلفت الجزائر هدفين أمام كوت ديفوار من اللاعب ويلفرد بوني وهو ليس من أصحاب القامات الطويلة. ديدييه دروجبا نعم، ربما غياب ديدييه دروجبا عن المنتخب الإيفواري له دور في تأهل الأفيال إلى نصف نهائي البطولة. رحيل دروجبا غير كثيرا من شكل منتخب كوت ديفوار، الذي أصبح يعتمد على عدد أكبر من الحلول بدلا من الارتكان فقط لقوة الفيل الإيفواري. إيرفي رينار المدير الفني لكوت ديفوار صرح بعد مباراة الجزائر بأن فريقه تغير كثيرا في تلك البطولة خططيا. وأفصح أصبحنا نعتمد أكثر على المرتدات وسرعة مهاجمينا بوني وجيرفينيو. خوف النسور المنتخب التونسي الذي كان محظوظا عند إجراء قرعة البطولة، بوقوعه في مجموعة سهلة نسبيا، وكان أمامه طريقا معبدا للوصول لنصف النهائي، ودع البطولة أمام غينيا الاستوائية. خوف المنتخب التونسي من غينيا الاستوائية منظم البطولة، وحذره بحسب ما أوردته الصحف التونسية نفسها، كان زائدا عن الحد، وظهر ذلك واضحا أثناء المباراة وكلفه توديع المسابقة. في معظم الوقت كان المنتخب الغيني هو المهيمن والمسيطر على مجريات اللقاء، نسور قرطاج لم يندفعوا طوال الوقت الأصلي بأكثر من خمسة لاعبين في المحاولة الهجومية الواحدة على مرمى منافسهم. تونس دفعت ثمن تضخيمها لمنتخب غينيا الاستوائية على الرغم من الفوارق الكبيرة بين الفريقين سواء تاريخيا أو في الوقت الحاضر. أزمة التحكيم بغض النظر عن التحليل الفني للمباراة، التحكيم في مباراة تونس وغينيا الاستوائية كان فقيرا جدا. بخلاف ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي أعطت صاحب الأرض التعادل في الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي، حكم المباراة راجيندرابارساد سيشورن، قيد وكتف لاعبي المنتخب التونسي عن طريق تساهله في كثير من المواقف التي شهدت اشتباكات بدون كرة بين اللاعبين وبالأخص لاعبي غينيا الإستوائية. حتى بعد التعادل واللجوء للوقت الإضافي، لاعبي تونس كانوا خائفين من أي التحام أو تدخل مع لاعبي غينيا الاستوائية لعلمهم المسبق أن الحكم في صف أصحاب الأرض ولن يتردد في احتساب الخطأ لمصلحتهم. في غياب الفراعنة، لا وجود للعرب في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي.