تأخرت يوما عن موعد تناول فنجان قهوتي المحدّد وهي مواعيد وليست موعدا وكلّ من يُطرب أو يتكيف على طعم ورائحة هذه النبتة السحرية يعلم جيداً أهميّة الحفاظ على موعد تناول القهوة ولا مجال للتخلي عن مواعيد احتساء القهوة وحتى لو قال الطبيب غير ذلك!!.. في وسط يوم صاخب ارتكبت خيانة في حق موعدي مع القهوة وبحكم أنّني عميل معتاد لها أعطيت لنفسي الحق في تجاهل ذلك الموعد المحدّد وتلك كانت من الأخطاء السبعة التي ارتكبتها ودفعت ثمن خطئي مع قهوتي.. انتظرت القهوة وانتظر الفنجان في الموعد المحدّد لحضوري ولكنني لم أحضر... سألت القهوة الفنجان: أأنت جاهز لاستيعابي ومشاركتي في إنعاش صاحبنا؟! ثم ردّت على نفسها أنا جاهزة له ولغيره منذ قطفي وتحميصي وطحني فقد تحملت ماء شديد السخونة حتى أُعطيه المذاق الذي يسعده وينعشه ويُطرب مزاجه ولكن أين هو؟! لم يأت لاحتسائي ولم تمسك يده طرفك؟! عجباً لك أيها الإنسان تتنكر وتتكبر حتى على محبيك الذين يسهرون على تعديل مزاجك الأعوّج ولكنك إنسان تنسى أو تتناسى تجحد، تنكر، تتعالى حتى على قهوتك وهي لك وفيّة وأمينة! لماذا لم تحضر في موعدك؟! حسناً! عذرك جاهز بل أعذارك لا تنتهي. كنت أشعر بغضب القهوة في رأسي فقد كان غضبها بشكل صداع نصفي أو كامل، أمامي أو خلفي أو بأشكال مختلفة من عدم التركيز أو زغللة في النظر أو غيرها. هي القهوة.. هي الأنثى.. تضرب مركز السيطرة عند انزعاجها من كل مذكّر إنسانا كان أم جمادا. أمّا فنجان القهوة فقد كان يحادثني بنبرة صوت ضعيفة لا تتعدى قرقعة الفنجان مع الصحن لكيّ يذكرني بأنّ موعدي معه ومع أخته القهوة قد أزف بل انقضى وكأنّ لسان حالهما يقول: ستعلم جيداً مدى احتياجك لنا ولكنك تعلم أيضاً أنّ غضبنا عليك هو غضب وقتي لا يلبث أن يزول باعتذار منك لأنّك إنسان ظلوم جهول، تخطئ لذلك لا داعي أن نقاطعك نهائياً نتيجة تصرفاتك المسيئة للقهوة والفنجان أو حتى لبني جنسك لأنك دائم التكرار لخطئك. كلام عجيب لكنّه مؤكد ومحق من صاحبة السعادة القهوة ومدير أعمالها الفنجان. يا إلهي!! كل ذلك العتب والعتاب لخطأ بسيط ارتكبته أو زلّة فعلتها ولم أحضر أو أحترم وقت تناول قهوتي أتى الرد سريعاً من القهوة والفنجان كفى ثرثرة أتريدنا أن نُطرب مزاجك ونكيّف دماغك أم نتركك ونذهب لغيرك أجبت: أوه إنّه موعد القهوة. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحيّة