تحشد كل القطاعات الأهلية والحكومية قدراتها وإمكاناتها الآلية والبشرية لتهيئة المشاعر المقدسة؛ لاستقبال ملايين الحجاج من مختلف أقطار العالم الإسلامي وتقديم كل الخدمات لهم، ومنا هنا انبثقت الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن تحت شعار "الحج عبادة وسلوك حضاري"، وهي حملة توعوية وطنية تهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي لدى الحاج؛ للخروج بموسم حج ناجح. وتقوم "الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن" وفق عدة استراتيجيات، منها إيصال مفهوم الحملة لأكبر عدد ممكن من الشرائح المستهدفة وهي: مؤسسات الطوافة، شركات الحج، قطاع النقل، حجاج الداخل، مواطنون، مقيمون، الإعلام بكل وسائله (التقليدي والإلكتروني)، الشخصيات المؤثرة، حجاج الخارج، الجاليات المسلمة، الإعلام الخارجي، القنصليات، القيادة العليا، الأمن، الصحة، البلدية، إضافة إلى الجهات الدينية الرسمية. ومن استراتيجيات الحملة كذلك التعريف بالعقوبات، وتوظيف نتائجها لإيضاح أهميتها للخروج بموسم حج ناجح، واستخدام نجاح موسم العمرة في شهر رمضان المبارك بعد الأمر الملكي بخفض عدد الحجاج، وتقليل مدة وجود المعتمرين في الأراضي المقدسة، وإبراز جهود الوزارات في إنجاح موسم العمرة وموسم الحج، وكذلك حث القطاعات الحكومية والأهلية المشاركة في موسم الحج على انتهاج استراتيجية حملة الحج عبادة وسلوك حضاري، والعمل على آلياتها في مواسم الحج من كل عام. وتمر الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن بثلاث مراحل، هي مرحلة ما قبل الحج، ومرحلة أثناء الحج، والمرحلة الأخيرة وهي ما بعد الحج، حيث تستمر الحملة لما يقارب الـ 20 يوما بداية من 25 شوال حتى 29 من شهر ذي الحجة. الأمير خالد الفيصل د. عبد العزيز الخضيري وترتكز الحملة في المرحلة الأولى على الاستعداد والتوعية والتثقيف، حيث تقوم بالتعريف بالحملة، ومقارنة موسم الحج في السنة الأولى من انطلاق الحملة بحج العام الماضي من حيث عدد تصاريح الحج التي تم استخراجها، وعدد المخالفين، وتناقص مشاكل الحج مثل الافتراش والنظافة وإشعال النار، وتوضيح العقوبات وآلية تفعيلها وإيجابيات تنفيذها، وأصداء العقوبات لدى الرأي العام، والكشف عن عدد القادمين لأداء الفريضة، وإبراز جهود الوزارات والإمارة واستعدادات كل القطاعات لاستقبال الموسم، وكذلك استخدام نجاح موسم العمرة في شهر رمضان المبارك بعد الأمر الملكي بخفض عدد الحجاج. وأبرزت الحملة العقوبات التي ستطول المخالفين، حيث ستشمل ثلاث فئات من المخالفين، فالفئة الأولى تخص الأجانب، وسيعاقب المخالفون بالترحيل الفوري ووضعهم تحت قائمة الممنوعين من دخول المملكة لمدة عشرة أعوام، والفئة الثانية تخص أصحاب المركبات، وسيتم ضبطهم والتحفظ عليهم، ثم التحقيق معهم وفرض أقصى العقوبات عليهم، وفي الفئة الثانية يأتي أصحاب الحملات الوهمية، وستتم إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإدانتهم ومن ثم مقاضاتهم في المحاكم الشرعية، وسجن المخالفين لمدة لا تقل عن عام، على ألا يشملهم أي عفو. وأشارت الحملة في مرحلتها الأولى إلى أن نجاح موسم العمرة هذا العام دفع الجهات التنظيمية إلى الاستفادة من هذا النجاح، مبرزة الدور التنظيمي من مختلف الجهات المشاركة، وكيف تتم الاستفادة من تلك التنظيمات خلال موسم الحج، حيث إن التزام الحجاج بأنظمة وقوانين الحج يتيح أمام الجهات المشاركة في التنظيم إبراز جهودها في خدمة الحجاج وتوفير بيئة مهيأة لأداء مناسك الحج بروحانية وطمأنينة. وتقوم الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن في مرحلتها الثانية برصد واقع الحج، والتنبيه إلى ضرورة الالتزام بأنظمة الحج، والبعد عن المخالفات والحج بدون تصريح، وتسليط الضوء على الخدمات المقدمة من كل القطاعات المشاركة في الحج، ودور القطاعات الصحية خلال موسم الحج وتطبيقها للاشتراطات الصحية لمنع دخول الأوبئة للمشاعر المقدسة، ودور القطاعات الأمنية في تنظيم الحج أمنياً في موسم الحج وتنقلاتهم في المشاعر المقدسة، وكذلك الجهات التطوعية المساندة لخدمات الحج خلال الموسم ومنها الكشافة، شباب مكة، وغيرهما. وفي مرحلتها الثالثة والأخيرة تقوم الحملة برصد انتهاء موسم الحج، ومتابعة آليات عودة الحجاج إلى بلادهم، وإبراز الجهود التي بذلت خلال موسم الحج بالأرقام والإحصائيات، وربط نجاح موسم الحج بتفعيل العقوبات وأنظمة الحج، وإعطاء جرعات توعوية وتثقيفية للمواطنين والمقيمين، تستمر حتى بدء موسم الحج المقبل عن ضرورة الالتزام بأنظمة الحج، ومتابعة أوضاع المخالفين وما صدر من الجهات المعنية بالتحقيق من عقوبات ضدهم. وتبرز أهداف الحملة بإيضاح آلية تفعيل العقوبات، مع التركيز على ما تم من أحداث بعد إصدار العقوبات، وتوحيد الجهود التوعوية لقطاع الحج بهدف الوصول لرسالة إعلامية موحدة، وتوظيف الاستهداف الإعلامي واستخدام الأدوات الإعلامية بالشكل الصحيح، وكذلك ربط حملة الحج بالرؤية التنموية، مع توصيل أهداف الحملة ورسائلها.