من يطلع على المسيرة الطويلة الموفقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الدين ثم الوطن ويتعرف من خلالها على الصفات القيادية التي يمتلكها هذا (العاهل المثقف) لابد وأن يتفاءل بمقدمه يحفظه الله ويثق في قراراته وعلى قدرته في متابعة ما ينتج عنها من إيجابيات أو سلبيات والتي بموجبها يتم التقييم ومن ثم المحاسبة وهذه (المنهجية السليمة) ستساعد رجاله على أداء ما أوكل لهم من مهام وما رُسم لهم من أهداف لخدمة الوطن والمواطن.. ومن القرارات التي سعدنا بها إلغاؤه للعديد من المجالس التي كانت قائمة ولا يُستفاد منها وهذا يدل على حرصه الكبير على المحافظة على المال العام . وكُنت أسمع عن القدرات القيادية الفذة التي يتمتع بها وفقه الله حتى سعدت بلقائه عندما كان أميراً لمدينة الرياض وذلك ضمن وفد برئاسة معالي وزير التعليم العالي الاسبق الدكتور الفاضل خالد العنقري وقد تكررت تلك اللقاءات وفي كل مرة أرى وألمس ما يتمتع به من دقة في المواعيد وصدر رحب وإنضباط وحسن أداء انعكس على أداء العاملين معه الذين تناغموا مع هذا (الرقي في الأداء) فأصبحوا جزءاً من منظومة إدارية مثالية تُنفذ توجيهاته رعاه الله، ولقد هالني ما شاهدته من حشود كبيرة من المراجعين ولفت انتباهي حرصه على الاستماع لكل فرد منهم والتوجيه على طلبه. فسألته أمده الله بموفور الصحة والعافية ، هل هذا اللقاء يومي ؟ وهل يقتصر ذلك على المواطنين فقط ؟ فأكد أن أبوابه مفتوحة على الدوام للمواطن والمقيم متى سمحت التزاماته الرسمية الأخرى بذلك وأضاف أيده الله بأنه نبه على موظفي الأمارة بأنه في حالة وجود توجيه صادر منه يتعارض مع النظام فإن على الموظف المسؤول عدم التمشي بتوجيهه ومراجعته إن تطلب الأمر ، وقال لمسؤول العلاقات العامة في الأمارة : رتب للأخ حضور لقائي مع الجمهور، وحضرت ورأيت ما يُثلج صدري وكتبت يومها مقالا بعنوان (مدرسة الأمير سلمان) . ولقد عم التفاؤل أرجاء المملكة مع توليه مقاليد الحكم ورحبت به دول العالم وكان مصدر التفاؤل مايتمتع به هذا الزعيم الكبير من مسيرة قيادية في مجالي الإدارة والسياسة بالإضافة إلى بُعد نظر وحكمة مع ماعرف عنه من نصرة الحق وكراهية الظلم أيا يكن مصدره ،فعلى كل مسؤول حظي بثقته -أدام الله توفيقه عليه- وتولى منصباً في الدولة أن يقتضي بهذا الزعيم المتفاني في خدمة شعبه وأمته وأن يعمل على تنفيذ الاهداف السامية التي رسمها لهم وأن يتواضع في موقعه حتى يكون أهلاً للمسؤولية وهي أمانة ثقيلة حملهم إياها قائدنا المفدى ..فاللهم سخر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان البطانة الصالحة التي تعينه على الخير اللهم أمين. assas.ibrahim@yahoo.com