تلقى الوطن وأبناء هذا الوطن العزاء في فقيد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - بعد عطاءات زاخرة لهذا الوطن، وبعد أن رضينا بقضاء الله وقدره، وأننا جميعاً سائرون إلى قدر الله المحتوم عاجلا أم آجلاً، ولكن الرجال المخلصين لهذا الوطن يتركون بصمة واضحة في قلوبنا خاصة عندما تشعر أنك فقدت أباً عطوفاً، أو قائداً ملهماً، أو حاكماً موفقاً لتطبيق شرع الله في أبناء شعبه، فيكون الفقد عظيماً، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا " إنا لله وإنا إليه راجعون" وسندعو لفقيدنا وموتى المسلمين بالمغفرة وأن يتولاهم الله بواسع رحمته. اليوم عهد جديد ومسيرة خيّرة وتكملة لما بناه مليكنا السابق – رحمة الله عليه – والتي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله وطيب ثراه – والتي توارثها أولاده الملوك الواحد تلو الآخر، وحفظوا بذلك الأسس الرئيسة التي بنى عليها والدهم قواعد الحكم لهذه البلاد، وهي التمسك بكتاب الله والسير على نهج نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - وتطبيق شرع الله في كل مناشط الحياة. وقد يبدو من المنطق أن نتساءل بيننا عن المطلوب منّا كمواطنين نعيش على أرض هذا الوطن في عهد مليكنا المبارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين ، وولي ولي عهده المبارك - حفظهم الله جميعاً - ؟ ولعلنا نوجز مقترحاتنا في أولويات حتى نتمسك بها، ونضمن سلامة مسيرتنا المباركة، ، وحتى تتحقق الآمال ونصل إلى ما نصبو إليه بإذن الله. أولاً: مبايعة ولي الأمر على السمع والطاعة في غير معصية كما عملنا مع ملوكنا السابقين من آل سعود اقتداءً بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم؛ وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، قالوا قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال: لا . ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا.. ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة" صحيح مسلم. هذا التوجيه النبوي الكريم نحو طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه بأي حال من الأحوال درءاً للفتن وحفاظاً على تماسك الأمة وإنقاذاً للوطن من كل ما يحاك حوله من مضللات الفتن ما ظهر منها وما بطن، أو الوقوع في الحروب والنزاعات الطائفية التي لا تأتي بخير وتدمر البلاد والعباد وتقضي على وسائل التنمية وتأخر البلاد لسنوات طويلة في التشرذم والتخلف، وخير دليل على ذلك ما يدور حولنا من الفتن. ثانياً: عدم تصديق كل ما يقال، أو ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أوامر مكذوبة، أو عهود خادعة، أو تصريحات لمسؤولين كبار في الدولة مشبوهة، أو تصديق الأخبار المزعومة، أو المفبركة، التي تصدر عن فئات ضالة وحاقدة على هذه البلاد من داخلها وخارجها، وتحاول أن تزرع الفتن بين أفراد المجتمع، وتصنع الكثير من البلبلة، أو تثير النعّرات الطائفية بين فئات المجتمع، وتخلخل نسيجه الاجتماعي، فلذا يجب أخذ الحيطة والحذر خاصة في هذه الأوقات التي نحن في أمس الحاجة للوقوف صفا واحدا مع قيادتنا الحكيمة ومساندتها في تعزيز أمن البلاد والسير بخطى ثابتة لإكمال مسيرة النماء . ثالثاً: أن يستشعر كل مواطن بأنه رجل أمن، وأننا أمة مستهدفة من الأعداء الحاسدين الحاقدين الذين أحسنت هذه البلاد لهم فقابلوا الإحسان بالإساءة والفضل بالنكران، لذا فكان لزاما الوقوف مع الأجهزة الأمنية في الدولة، والإبلاغ عن الفئات الضالة والمجموعات الحاقدة الذين يريدون إشاعة الفوضى في بلادنا. اللحمة الوطنية أمر مطلوب، وتعاون الجميع في الوقوف خلف قائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - واجب ديني ووطني، ومطلب شرعي أمر به الله ورسوله. إن وقوف الشعب مع قياداته الأمنية على مختلف قطاعاتها حرز أمان لهذا الوطن، والذود عنه وتفاديه بالغالي والنفيس، من أجل العيش بكرامة في وطن العزة والشموخ تحت رعاية حكّام صالحين، وقيادات حكيمة تسعى جاهدة في تحقق آمال أبناء هذا الشعب، وبدون شك ذلك كله لن يتحقق، ما لم نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وبما سار عليه سلفنا الصالح من حكّام هذه الأمة في تطبيق شرع الله والعدل والإنصاف بين كافة شرائح المجتمع. mdoaan@hotmail.com