- في السابق وتحديدا في الثمانينيات وما بعدها والتي تزامنت فيها إنجازات الكرة السعودية مع عصر الهواة كان للأخضر السعودي حضور فني وسمعة طيبة استطاع من خلالها ذلك الجيل أن يزاحم أعتى منتخبات القارتين آسيا وإفريقيا رغم أن الدوري والبطولات المحلية في تلك الحقبة لم تكن تحظى بجزء بسيط من الاهتمام الإعلامي، وما يعيشه اللاعبون والأندية حاليا من مقدمات عقود ودعاية وإعلانات ومعسكرات ورفاهية تجاوزت المعسكرات الفاخرة إلى التنقل بين عواصم العالم على حساب الرعاة وأعضاء الشرف وبالعملة الصعبة، ومع ذلك فإن المردود بين الماضي والحاضر لا يكاد يذكر، وهذا يجرنا إلى فتح ملف من المسؤول.؟.. ومن وجهة نظري أن هذا التساؤل الذي يحاول البعض تجاهله مع كل إخفاق أو ورشة عمل إلا أن أسبابه ومسبباته واضحة للعيان ولا تحتاج إلى شيخ ليفسرها، فعندما اتجه أغلب اللاعبين إلى تسجيل الإعلانات بين العواصم العربية والعالمية وأصبح اهتمامهم بالشهرة والمردود المادي أهم لديهم مع حاجة أنديتهم، وأهم من كل بنود العقود لأنهم قد ضمنوا من يتساهل معهم داخل الأندية وحتى المنتخبات ولا نستغرب أن يتكفل عضو شرف أو محب بتحمل نفقة رحلة لاعب أو تمرده على ناديه أو حتى تجديد عقده أو نقله من ناديه إلى ناد منافس هذا كله يحدث في أنديتنا فقط بسبب غياب ثقافة احترام العقود والأمثلة كثيرة، ولن ندخل في المسميات حتى لا نتهم بالتعصب لكون أغلب تلك الحالات سجلت ضد أندية الحظوة وضد أعضاء شرف محسوبين عليها. - لا يمكن أن تعود رياضتنا إلى سابق عهدها ما لم يتغير فكر لاعبينا أولا ويدرك معه كل لاعب بأن مجال كرة القدم مصدر رزق فيه حقوق وعليه واجبات لابد أن تحترم فمن يجد نفسه في مجال الدعوة والأعمال الخيرية عليه أن يتجه لها مشكورا وجزاهم الله عنا كل خير، ومن يجد نفسه في السياحة والسفر فإن الباب مفتوح على مصراعية، وإن كان لدى البعض ملكة الفن كممثل أو مغن وقد عشنا هذا اليوم على يد أحد اشهر نجومنا في كثير من المشاهد الدرامية. - ما أود أن أقوله بأن اللاعب المحترف يجب أن يتفرغ لوظيفته الأساسية لاعب كرة قدم وأن يبذل فيها كامل طاقته من أجل أن يقدم ما يوازي ما أخذه من مال وشهرة وعلى مسؤولي الأندية والمنتخبات الانتقال بمستوى التفكير والتخطيط من مجرد مشرعين إلى منفذين لكل ما تتضمنه العقود بين اللاعب وناديه. - اللاعب السعودي في العهد الحديث لا يفكر ولا يهتم كثيرا في قضية الخصم من مرتباته أو حتى إلغاء عقده لأنه لم يعد بحاجة إلى المادة بعد أن ضمن ما يؤمن له ولعائلته مستقبلهم جميعا لسنوات قادمة بما يتقاضاه من مقدمات عقود كبيرة ومن رواتب عالية إضافة إلى ما يحصل عليه من تحت الطاولة حتى من خارج ناديه سوا كان دوافعه الإعجاب أو حتى مقابل التمرد على إدارة أو ناد.