ـ أؤمن بأن الهدف الرئيسي لأي منافسات في الفئات السنية (أندية ومنتخبات) ليس تحقيق البطولات بقدر ما هو اكتشاف وتقديم المواهب... ـ صحيح أن التحفيز لتحقيق الفوز ومن ثم نيل الألقاب يبني في شخصية المواهب الشابة الطموح وثقافة الفوز وتحقيق البطولات وهذا أمر (هام) لكن الأمر (الأهم) هو أن تكون مخرجات الفئات السنية ذات جودة متميزة يتم تطويرها وصقلها والمحافظة عليها لتساهم في الحفاظ على مكتسبات الوطن الكروية... ـ مساء الأربعاء حقق المنتخب الأولمبي السعودي بطولة الخليج لهذه الفئة السنية ومن الطبيعي أن نفرح لسببين رئيسيين... ـ أولهما إن فرحنا على صعيد البطولات الخارجية (أندية ومنتخبات) غاب لفترة طويلة وأصبحنا نفرح لأي إنجاز خارجي أياً كان حجمه... ـ السبب الثاني هو أن فوز المنتخب الأولمبي بهذا اللقب منحنا (بصيصاً) من الأمل بأن المواهب السعودية متوفرة وقادمة بل ومتفوقة على أقرانها في المنطقة.... ـ كرة القدم لا تعترف بالمنطق ولا بالمعطيات أو المعادلات الرياضية لكن لو (افترضنا) أنها تعترف فإن المعادلة الرياضية تقول بأننا (اليوم) وبعد تحقيق البطولة في هذه الفئة السنية نعتبر الأفضل خليجياً وبالتالي من المفترض أن هذه المجموعة من اللاعبين ستكون هي الأفضل على اقرانها في الخليج بعد 4 و 5 سنوات أي أن هذا المنتخب يجب أن يحقق (مستقبلاً) بطولة كأس الخليج للكبار... ـ لكن وكما قلت فإن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه الحسابات والمعطيات إلى جانب أن أموراً عديدة قد تستجد تجعل الأفضل خليجياً اليوم هو الأسوأ بعد فترة بسيطة... ـ من المفترض أن يهتم اتحاد كرة القدم بهذا المنتخب ليكون نواة أساسية لمنتخب أول بعد 4 سنوات من الآن على اعتبار أن متوسط عمر لاعبي هذا المنتخب اليوم لا يتجاوز 22 عاماً وبعد 4 سنوات سيكونون في السادسة والعشرين من العمر وهو سن النضج الكروي... ـ بعد 4 سنوات ستكون نهائيات كأس العالم وإذا نجح المنتخب الحالي (الأول) مطعماً بعدد من لاعبي المنتخب الأولمبي (الحالي) في تجاوز تصفيات مونديال روسيا 2018 فإن قائمة المنتخب السعودي في روسيا ستكون ممثلة بنسبة لا تقل عن 90% من لاعبي المنتخب الأولمبي الحالي... ـ ولكي يتحقق ذلك لا بد من برنامج إعداد وتأهيل طويل المدى للمنتخب الأولمبي الحالي لا ينتهي إلا بظهور لاعبيه في مونديال روسيا... ـ لماذا لا يتخذ اتحاد كرة القدم قراراً اليوم بأن يشارك هذا المنتخب (الأولمبي) في النسختين المقبلتين من دورة كأس الخليج (للكبار) كنوع من إعداده ومنح لاعبيه الثقة أياً كانت النتائج... ـ شكراً للمدرب المواطن بندر الجعيثن الذي تحمل المسئولية في ظروف صعبة للغاية بعد اعتذار المدرب البرازيلي وشكراً للاعبي هذا المنتخب الذين سافروا للبحرين وسط ضغط نفسي شديد كونهم يعلمون جيداً أن الشارع الرياضي السعودي يغلي نتيجة تدهور حال المنتخب الأول... ـ عندما يكون الهدف معلناً وواضحاً وهو الإعداد فلن تكون ردة الفعل عنيفة فيما لو لم يحقق هذا المنتخب إنجازاً يذكر على مستوى دورتي الخليج المقبلتين. ـ حافظوا على هذا المنتخب واسعوا لتطويره فهو أمل الكرة السعودية...