يعتبر ملعب الأمير عبد الله الفيصل من أقدم الملاعب في السعودية، وهو يقع في غرب البلاد، وبالتحديد في محافظة جدة التي تبعد 70 كم عن مدينة مكة المكرمة. وجاء بناء الملعب قبل نصف قرن، وسمي في تلك الفترة باسم «ملعب رعاية الشباب»، وقام بالإشراف على إنشائه الأمير خالد الفيصل الذي كان مديرا لرعاية الشباب في ذلك الوقت، وقد استضاف الملعب عددا كبيرا من البطولات الكبيرة والمهمة والمباريات العالمية، ومنها على سبيل المثال نهائيات كأس العالم للشباب. وكان الملعب يتسع لـ22 ألف شخص عند إنشائه، ومدرجاته عبارة عن مسطحات إسمنتية ولم تكن بها كراسي للمشجعين، وبعد فترة زمنية طويلة تم وضع كراسي مما جعل مساحة المدرجات تتقلص وأصبح يستوعب سبعة عشر ألف مشجع، وبعد مرور وقت طويل من الزمن أصبح الملعب لا يتسع للأعداد الكبيرة من المشجعين خصوصا في الديربي بين قطبي مدينة جدة الاتحاد والأهلي، أو في النهائيات مثل كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. وجاء تغير اسم الملعب من «ملعب رعاية الشباب» إلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل بعد وفاة الأخير الذي يوصف بأنه رائد الرياضة في السعودية، وتم إطلاق الملعب باسمه تخليدا لذاكره. وفي عام 2009، أمر الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوسعة الملعب وزيادة عدد مقاعد الجماهير، وبدأ تنفيذ المشروع الذي تعثر أكثر من مرة خلال السنوات الماضية لكنه قارب الآن على الانتهاء. من جانبه، قال أحمد روزي، مدير مكتب رعاية الشباب بمحافظة جدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن ملعب الأمير عبد الله الفيصل سيكون جاهزا لخوض المباريات عليها خلال 6 أشهر، وسيدخل في الخدمة الرياضية ابتداء من الموسم المقبل. وأضاف «العمل يتواصل بالمشروع بشكل يومي، وذلك بعد أن اجتزنا كل العقبات الصعبة التي واجهتنا خلال التوسعة». وأشار مدير مكتب رعاية الشباب بجدة إلى أن «كل المواصفات الدولية تم تطبيقها في ملعب الأمير عبد الله الفيصل، ونتمنى أن تستمتع الجماهير الرياضية في مدينة جدة وما جاورها بهذا الملعب بحلته الجديدة والتي سترونها قريبا». وكانت توسعة الملعب امتد العمل فيها إلى أكثر من 5 سنوات، بعد أن أمر الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بإعادة تجديده بأحدث التقنيات ووفق مواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقرر أن يكون الاستيعاب الجماهيري للملعب 40 ألف مشجع بدلا من 18 ألف مشجع. وبدأ المشروع وسط تحديات كبيرة وآمال بسرعة إنجازه في الوقت المحدد لذلك، لكن العمل توقف فيه أكثر من مرة بسبب ما واجهته الشركة المنفذة من عدة عقبات، ومنها تردي البنية التحتية للملعب الذي يبلغ عمره أكثر من 45 عاما، مما أجبر الشركة على إعادة تقييم المشروع مجددا، كما أن رعاية الشباب قررت تطوير الملعب بشكل كامل بدلا من زيادة المقاعد فقط. ومن أبرز التعديلات الجديدة في ملعب الأمير عبد الله الفيصل إنشاء طابقين إلى أربعة للمدرجات في الجهة الشرقية، فيما سيتم الاكتفاء بطابقين في المدرجات الغربية لوجود المنصة ومقاعد كبار الشخصيات، وجميع المدرجات مرقمة ومرتبطة بالكومبيوتر، حيث يسهل بيع التذاكر إلكترونيا، وسيتمكن المشجعون من الدخول إلى الملعب من خلال 28 بوابة إلكترونية منها 21 بوابة في المدرجات الشرقية والشمالية والجنوبية لوجود مقاعد الدرجة الثانية والثالثة وسبع بوابات في المدرجات الغربية منها واحدة لكبار الشخصيات. كما تمت توسعة مواقف السيارات، حيث تم تجهيز خمسة آلاف موقف للجماهير، و50 موقفا للحافلات، ومواقف خاصة بالخدمات مثل الإسعاف والدفاع المدني والشرطة والخدمات المساندة، بالإضافة إلى إنشاء عيادة خاصة لكشف المنشطات، وبناء 12 غرفة من أجل النقل التلفزيوني ووضع المؤثرات الصوتية في جميع أرجاء الملعب بحيث يمكن سماع أي إعلان بتنقية عالية، كما تمت إزالة نظام إنارة الملعب القديم وأصبحت الإنارة بشكل دائري، مما يزيد من قوة الإضاءة وقوة الرؤية. كما تم تجديد التمديدات الكهربائية في الملعب حيث تم وضع كل القوى الكهربائية وهي «110 فولتات و220 فولتا و380 فولتا»، بحث يمكن استخدامها بشكل جيد في كل الأحوال، وتم تجديد شبكات الصرف الصحي في الملعب واستحداث دورات مياه جيدة وزيادة أعدادها خمسة أضعاف، كما تم بناء 15 وحدة سكنية لتكون كخدمات مساندة لإدارة الملعب، وإنشاء 114 شباكا لبيع التذاكر، وزيادة عدد المداخل بالملعب إلى 11 مدخلا، بالإضافة إلى المداخل القديمة. وبالنسبة لغرف ملابس اللاعبين فقد تمت توسعتها، حيث أصبح مساحة غرفة الملابس 80 مترا مربعا تحتوي على 25 خانة لحفظ الملابس، بالإضافة إلى صالة اجتماعات بمساحة 350 مترا مربعا، وغرفة إحماء ومكاتب للمدربين، وغرف فحص المنشطات وحوض جاكوزي وغرفة مساج ومنطقة إحماء للاعبين. وتضمن القسم الخاص بالحكام غرفة ملابس وصالة إحماء، كما تم إنشاء مكاتب خاصة بموظفين الملعب. وجرى تقسيم المدرجات إلى 800 مقعد في المنصة، و7000 مقعد للدرجة الأولى، و23 ألف مقعد في الدرجة الثانية، والباقي للدرجة الثالثة وخلف المرمى. وأخيرا تم إنشاء عيادة طبية متكاملة تسمح بإجراء العلميات الصغرى وتقديم الدعم الطبي الأولي للاعبين والجماهير في حالة الطوارئ.