كبار السن حكماء خصوصا من عاش منهم وعايش عصور الجوع والخوف و(زمن الحمرية) عندما كان أحدهم يعصب الحجر على بطنه من الجوع ويرصد باب البيت مع غروب شمس كل يوم مخافة متطاول، ولم يكن يجرؤ أحد على السفر بمفرده بل حتى مهباط السوق كانوا يتواعدون من الليل وتتقاطر مشاديدهم شرقة الشمس خشية صولة صائل أو تطاول قاطع طريق، في زمن ما قبل الدولة كان هناك تدين فطري مع بعض التجاوزات ولذا سماها آباؤنا أزمنة الجاهلية وعندما وحد الله قلوب العباد وجمع أجزاء هذه البلاد تحت راية الموحد رحمه الله تدرج الناس في التحولات بدءا من الأمن وهو أول ما كفلته الحكومة السعودية فلم يعد للثأر القبلي محلا ولذا قال شاعر الحكمة ( كانوا الناس كل تحت رحمة يده فيما تقدم، وأما ذلحين مندم شارب اللي يخالف مندمه) وربما بعض الأجيال الجديدة الناشئة بما فيها من نزق وتوتر وتعلق بمحاكاة الآخر لا تقيم وزنا كبيرا لفضل الدولة السعودية على سكان هذه القارة المترامية الأطراف خصوصا أنهم يعيشون رفاهية وراحة لا يعرفون تفاصيل ما قبلها ولا يدركون كيف وصلنا إليها وربما لا يصدق بعض أبنائنا وبناتنا أننا كنا لا نكتسي ثوبا سوى يوم العيد لمن قدر على ذلك ولا نأكل بعض الأيام أكثر من وجبة إن توفرت وربما استبعدوا حقيقة أننا كنا نمشي منذ الصباح الباكر لمدارسنا تحت سياط البرد والمطر ولو غبنا يجيء المحضر ليأخذنا من منازلنا مرغمين، جاء في الحديث الشريف ( لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية) ومن تنكر لماضيه رفضه المستقبل، وهذه الدولة المباركة لها أفضال لا حصر لها والكمال لله وحده ومن حق الله علينا أن نشكره على ما هيأ لنا من نعم الأمن والقيادة الراشدة والتلاحم وصدق الله «لئن شكرتم لأزيدنكم».. علمي وسلامتكم.