سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً ويسراً حين يُلتمسُ اليسارُ من قبل انتقال والدنا العظيم (أبو متعب) الملك العملاق في ميدانه الداخلي، وميدان السياسة الخارجية من قبل ذلك، والمرجفون يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر الذي لم يتوفر لهم. وذلك من فضل الله ورحمته، والإرجاف عزيزي القارئ هو الاضطراب الشديد وإذا حدث في الإنسان فيعني الخوف الذي يجعله لا يهدأ له بال. والرعشة تسيطر على قلبه الذي يملؤه الفزع والهلع. وأما معنى الإرجاف اجتماعياً فإن المعاجم أجمعت على أنه الخوض في الأخبار السيئة وذكر الأخبار الكاذبة المثيرة للفتن. ونحن في عصر كشرت التكنولوجيا فيه عن أنيابها وخبثها، فاستخدمها بعض المغرضين والأغرار والسُّذَّج في الإضرار بالوطن وخدمة أعوان الشيطان وأتباعه.. أكثر من عشرين قناة فضائية وأكثر من إذاعة بدأت تنفث سمها الزعاف في شرايين وقلوب أتباعها من التافهين.. نعم مات الملك وما ماتت أخلاقه وما مات إخوانه وما مات محبوه والسائرون على نهجه القويم. إن هؤلاء القوم الذين أسكرهم الحدث، ويحسبونه خيراً لهم بل هو شر لهم ولكن لا يعلمون، عبدالله بن عبدالعزيز رمز سيظل يعلو هام السحب عند كل من عرفه، ونقول لهم: موتوا بغيظكم، وموتوا بحقدكم، وهؤلاء القوم الذين بيننا ويتكلمون بلساننا ومن جلدتنا، ولكنهم يسمعون كلام أعداء المملكة. فهم بلا شك أعداء وداء باطني في أرضنا وبين إخوتنا وأهلينا، ويجب معالجته بما يناسبه من دواء. كفاك من عدوِك المُناصِبِ ما فيه من عُجْبٍ وجهلٍ غالبِ هذا العدو الذي له وجهان: وجه خارج الحدود، ووجه داخلها عدو يتميز بصفتين من صفات إبليس اللعين، ألا وهما (العُجْب والجهل). فالعجب مزلقة إلى جهنم وبئس المصير، والجهل عمى البصيرة أعاذنا الله منها. وعدونا الخارجي ثاني عِطْفِهِ وراح يتمختر وكأنه قد ملك الدنيا، ولم يبق إلا أن يخلف فرعون في قوله {أنا ربكم الأعلى} وهو لا يدري أن الله يمهله ويستدرجه حتى إذا أخذه لم يفلته. لأن أخذ الله جل جلاله أخذ عزيز مقتدر. وإذا أراد اللهُ إهلاكَ نملةٍ أطال جَناحيها فَسِيقَتْ إلى العُطْبِ وهذا ما ستوضحه الأيام القادمة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز، أما والدنا العظيم.. عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - فإن آثاره الخيرية باقية ما بقي الدهر، فالعاهل الراحل - رحمه الله - يكفيه ما هيأ وأنجز للعالم الإسلامي من أعمال جليلة في الحرمين الشريفين، ومنها: البدء في التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة المكرمة، وتوسعة المسجد النبوي الشريف، وتوسعة المشاعر في منى ومزدلفة وعرفات، وإنشاء جسر الجمرات وقطار الحرمين، ووضع حجر الأساس لمشروعات عملاقة في مكة والمدينة بكلفة تفوق 600 مليار ريال. وما هو خارج مكة والمدينة: إنشاء مستشفى الملك عبدالله للأطفال ليكون مركزاً عالمياً لأمراض الأطفال، إنشاء جامعة الأميرة نورة وهي أول جامعة متكاملة خاصة للبنات، إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) سنة 2009م، إنشاء مركز تقنية النانو، إنشاء هيئة مكافحة الفساد وتكون مرتبطة بالملك، تخصيص 250 مليار ريال لبناء 50000 وحدة سكنية، قرار دخول المرأة عضواً في مجلس الشورى والترشيح للمجالس البلدية. معروفك السامي أنيسك كلما وَرَدَ الظلامُ بوحشةِ الغبراءِ وأريد أن أصرخ في أسماع هؤلاء الأعداء وأقول. هذه (بعض) آثار الملك الراحل، فهل تلك الدول الحاقدة صنعت شيئاً ولو ضئيلاً لشعوبها كالذي صنع عبدالله بن عبدالعزيز لشعبه؟!! هذا ملكنا الراحل وهذه بعض تطلعاته للمستقبل. وصدق الشاعر الذي كأنه يعني أبا متعب حين قال: له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر له راحة لو أن معشار جودها على البرِ صار البرُ أندى من البحرِ نعم هو البحر الطامي والليث الحامي والغيث الهامي. رحمه الله وأسبغ عليه شآبيب المغفرة وجازاه بالإحسان إحساناً والسيئات غفراناً.. والله المستعان على ما تصفون.. ونحن نبايعك يا والدنا سلمان والأمير مقرن والأمير محمد على السمع والطاعة في المنشط والمكره.. كاتب