×
محافظة مكة المكرمة

مسؤولون وأعيان يواسون آل الجهني في الشيخ عبيد

صورة الخبر

كل إنسان على هذه الأرض الطيبة يستحق أن يعيش حياة تليق به من حيث البيئة الصحية والاجتماعية وتوفر المدارس الجيدة بدءاً بالروضة وانتهاء بالمرحلة الثانوية، وفي العادة تبقى دائرة الفقر مغلقة يورثها الآباء للأبناء إلا إذا دخل التعليم النوعي منزل الأسرة وكسر هذه الدائرة، وإذا تخلصت الأسر من كثرة الإنجاب الذي يطغى على الاهتمام بالطفل وأمه، ويحمل الأب فوق ما يطيقه من أعباء» في الوقت الذي تقام فيه المؤتمرات وتعقد فيه الصفقات التجارية، وفي الوقت الذي تتم فيه ندوات المثقفين واجتماعات المخططين، هناك عالم آخر من ساكني الأحياء الشعبية يتكدس ساكنوها في بيوت ضيقة مع العنف والجهل والتطرف والمخدرات وكثرة الإنجاب، يحاصر أطفالهم الإهمال والمرض وسوء المعاملة. وفي الوقت الذي يأخذ السائق أطفال الساكنين في أحياء راقية إلى مدارس نظيفة هناك أطفال يتسربون من المدارس لغياب وعي الأهل بأهمية التعليم واختفاء أبسط وسائل الترفيه والنظافة في تلك المدارس، ويتعلمون العنف والعادات الضارة داخل بيوتهم ومن أقرانهم في الشارع والمدرسة. أكثر مدن العالم بها أحياء بائسة وسكان فقراء سواء أكانوا من أهل البلد أم من الوافدين الباحثين عن العمل، وقد نجحت بعض الدول وخاصة الدول الاسكندنافية واستراليا ونيوزيلندا في محاصرة هذه الظاهرة ومعالجتها بطرق علمية واجتماعية بمساعدة المجتمع المدني والشركات الكبيرة وما تقدمه من أموال وتنمية. ويقاس تحضر الدول وغناها بمدى الاهتمام بالإنسان وتعليمه وسكنه والاهتمام به صحياً وتربوياً واجتماعياً، وإنشاء رياض الأطفال وبناء مدارس نموذجية داخل الأحياء الفقيرة، وتقديم الخدمات الصحية الأساسية للمرأة والطفل بصفة خاصة، وإنشاء الحدائق والمكتبات العامة وإيجاد وسائل الترفيه، والقضاء على البطالة المتفشية بين سكانها بتوفير العمل الحر الشريف، ذلك أن هذه الأحياء إما أن تصبح مصدراً مهماً للعمالة الماهرة والجنود والأطباء والمهندسين والعلماء، أو أن تصبح بيئة مريضة يفرخ داخلها الجهل والفقر والعنف والمخدرات والتشدد والنقمة على المجتمع، يقول المثل:"أطلق قدرات الطفل وسوف تحول هذا الطفل وقدراته إلى العالم. والمملكة العربية السعودية لديها فرصة ذهبية لتحقيق التنمية المتوازنة بين جميع الأحياء في المدن والقرى ذلك أن لديها قيادة حريصة على كل ما يهم المواطن ورغبة أكيدة في محاربة الجهل والفقر والمرض، وفي وقت تنعم فيه المملكة بوفرة مالية ولديها شركات ومؤسسات خيرية تربح مئات الملايين سنوياً، ومواطنون يتوق كل منهم للمشاركة في عمل الخير واحتساب الأجر عند الله، ويتلخص هذا العمل في بناء روضة أطفال نموذجية وحديقة ومستوصف في كل حي شعبي وإيجاد حوافز للسكان لإلحاق أبنائهم في هذه المدارس، فالفقر لا يعالج بتقديم الاحتياجات الضرورية فقط، بل بخلق فرص عمل ورفع مستوى الأسرة العلمي والصحي والحد من كثرة الانجاب الذي يفتقر للعناية الصحية والتربية السليمة، لذا أسوق لهذا العمل الحضاري التنموي الاقتراحات التالية: أولاً - كل عمل ناجح يكون وراءه قيادة تؤمن بأهميته وتسعى لتذليل العقبات المالية والإدارية أمامه، وفي المملكة أمراء مناطق ومحافظو مدن ورؤساء مراكز حريصون على ما يهم المواطن من صحة وتعليم وفرص عمل، لذا فنجاح هذا المشروع رهن بتبنيه من قبل المسؤول الأول عن كل منطقة ومدينة وقرية، ويهتم الموظف عادة بما يهتم به الرئيس ويؤكد عليه سواء أكان رئيس شركة أم دائرة حكومية أم وزارة. ثانياً- نجاح أي مشروع يكمن في بساطته ووضوح أهدافه، وقد أجهضت الكثير من المشاريع التنموية بسبب تشعبها وكثرة متطلباتها وكثرة الجهات التي لها علاقة بالمشروع وتنفيذه ما يعرضه للتأخير ثم النسيان بسبب الروتين القاتل، لذا فمن الضروري أن يكون المشروع بسيطاً وأهدافه واضحة ويقسم إلى مراحل ولأن الهدف من المشروع هو العناية بالطفل والأم وبمكافحة البطالة، لذا تكون المرحلة الأولى هي بناء روضة أطفال ومستوصف وحديقة في كل حي، وإجراء دراسة علمية لعدد العاطلين عن العمل والبحث لهم عن فرص عمل بالتعاون مع القطاع الخاص والوزارات المعنية. ثالثاً- تزخر بلادنا والحمد لله بالكثير من الشركات والمؤسسات الناجحة والبنوك والأفراد الذين لديهم الرغبة في المساهمة في التنمية ولديهم أرباح سنوية تقدر بمئات الملايين، وفي الدول المتقدمة يقتطع من أرباح الشركات والأفراد نسبة مئوية عالية كضرائب تستثمر في التعليم والصحة والبنية التحتية للبلد، بل إن أكثر دخل الدول يأتي من الضرائب. وأكثر الشركات والبنوك في المملكة لديها مخصصات للعمل التطوعي والتنموي لكنها بحاجة إلى من يدلها على أفضل الطرق لصرفها. رابعاً- مشاركة أفراد المجتمع سواء من ساكني الحي المراد تطويره أو من المتطوعين من طلبة الجامعات ومن المتقاعدين ستسهم في نجاح المشروع وتقلل التكاليف وتُشعر المشاركين بالرضا عما يقومون به، ويحقق قوله تعالى"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وقوله صلى الله عليه وسلم" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً". أكثر المشاريع الناجحة في الغرب كبناء الجامعات والمستشفيات هي من مساهمات الميسورين الذين يوقفون جزءاً كبيراً من أموالهم لبناء المشاريع ووقف ما يكفي لتشغيلها، كما أن ثقافة التطوع تزرع في الطفل منذ الصغر للمساهمة في أعمال تطوعية تهتم بأنشطة تهم المجتمع أو تساعد فئات محتاجة، وقلما تجد أحد رعايا الدول المتقدمة الذي لم ينخرط في أكثر من عمل تطوعي داخل بلاده أوخارجها.. كل إنسان على هذه الأرض الطيبة يستحق أن يعيش حياة تليق به من حيث البيئة الصحية والاجتماعية وتوفر المدارس الجيدة بدءاً بالروضة وانتهاء بالمرحلة الثانوية، وفي العادة تبقى دائرة الفقر مغلقة يورثها الآباء للأبناء إلا إذا دخل التعليم النوعي منزل الأسرة وكسر هذه الدائرة، وإذا تخلصت الأسر من كثرة الإنجاب الذي يطغى على الاهتمام بالطفل وأمه، ويحمل الأب فوق ما يطيقه من أعباء".