(إفي): يؤكد مسئول رفيع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسئولة عن إنجاز مشاريع الملاعب الدولية والبنية التحتية اللازمة لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 ، أن البلد العربي لم يشهد حادثة واحدة جسيمة، أو حالة موت واحدة لأي عامل كما أشاعت تقارير صحفية، فيما اعتبر أن توجه كرة القدم نحو الشرق بات أمرا طبيعيا. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) بالدوحة، قال ناصر الخاطر المدير التنفيذي للاتصال والتسويق باللجنة العليا للمشاريع والإرث ليس لدينا حالة وفاة واحدة بين العمال الذين يعملون في منشآت كأس العالم، وليس لدينا حادثة واحدة جسيمة. وتحدث الاتحاد الدولي لنقابات العمال عن سقوط ضحايا وسط عمال نيباليين أثناء العمل في بناء ملاعب المونديال القطري. وفي سياق مواز، أثير جدل كبير حول منح روسيا وقطر شرف استضافة بطولتي كأس العالم لكرة القدم عامي 2018 و2022 ، الأمر الذي دعا الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى تشكيل لجنة للتحقيقات بملفات الفساد المزعومة. لكن الأمريكي مايكل جارسيا رئيس تلك اللجنة استقال من منصبه في ديسمبر الماضي، مبررا ذلك بأن تقرير التحقيقات النهائي لم يعكس بدقة النتائج التي خلص إليها، فيما لم ينشر التقرير نفسه الذي سلمه جارسيا إلى لجنة القيم بالفيفا في سبتمبر الماضي، وهو ما برره السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا بالحفاظ على مصداقية الشهود. ويبدو أن كل الجدل الذي أثير حول استضافة قطر لكأس العالم قد بدأ بحملة لصحيفة (جارديان) انطلقت في 2013 لتتحدث عن المشكلات التي يعانيها العمال في ملاعب قطر من ظروف عمل قسرية وحوادث مهنية فضلا عن المشكلات المتعلقة باحتجاز جوازات سفرهم في ظل نظام الكفالة، لكن الخاطر يرفض الرد باسترسال على هذا الجدل: عليك أن تسأل جارديان عن كل ذلك. ويضيف باقتضاب أنا لا أريد الدخول في نوايا الناس، أو في نوايا مؤسسات إعلامية، أو سياسية. علينا التركيز على عملنا وعلى أن نكون في أتم الاستعداد قبل انطلاق البطولة. لكن عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الأسباب التي تجعله متيقنا من أن بلاده ستستضيف البطولة من دون أدنى شك، يغيب ذلك الاقتضاب بنسبة كبيرة سر يقيني هو أن قطر باتت تملك سجلا حافلا بالبطولات، وخبرة متراكمة في تنظيم فعاليات رياضية على مستوى عال. ويضيف الخاطر رأينا أن آسياد (دورة الألعاب الآسيوية) 2006 بالدوحة مثلت بالنسبة لمثيلاتها من الدورات قفزة نوعية. رأينا كذلك أن بطولة كأس العالم لكرة اليد المقامة حاليا في قطر كانت قفزة من حيث التنظيم. فما بالك بكرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى في قطر والشرق الأوسط، وبكأس العالم التي تعد أكبر بطولة في العالم. وبالعودة إلى ادعاءات الفساد، والتي عادت عبر تقارير لصحيفة (صنداي تايمز) وربطت في وقت ما باسم القطري محمد بن همام -الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم- وحكومة الدوحة، رغم أن الأخيرة أكدت دوما أنه مستقل تماما وليس له أي ارتباطات رسمية بها، يؤكد الخاطر أنه لا يعرف شيئا عن مكان بن همام حاليا أو ما يقوم به من نشاطات. ما يجزم به هو أن الأخير لم يكن له أي دور رسمي أو غير رسمي في ملف قطر 2022. وأقيل بن همام من الفيفا في 2011 على خلفية الاشتباه بتورطه في قضايا فساد، فيما تشير (صنداي تايمز) إلى أنه دفع رشى مالية لشراء دعم أعضاء باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي من أجل أن تنظم قطر مونديال 2022. ويعود المدير التنفيذي للاتصال والتسويق باللجنة العليا للمشاريع والإرث ويؤكد أن الحملة التي نتعرض لها منذ سنوات أساسها أن بعض الدول ترى أن مثل هذه البطولة يجب أن تنظم في دول تتمتع بالعراقة في عالم كرة القدم. ويستدرك لكن لا بد أن نتمتع باليقين بأن العالم يتغير وكرة القدم كذلك. نرى سيطرة آسيا في كرة القدم في تزايد. جانب كبير من رعاة اللعبة باتوا يأتون من آسيا. ثقل القارة في عالم كرة القدم في ازدياد. أعتقد أنه أمر طبيعي أن تتجه اللعبة نحو الشرق. ومع انحسار الجدل بالنسبة له في مسألة إذا ما كان مونديال 2022 سيقام صيفا أو شتاء، وليس أين سيقام، يرفض الخاطر أن يكون تأخر حسم الموعد حتى الآن سببه أن ذلك القرار في يد شركات البث التليفزيوني لكبرى البطولات الأوروبية وليس الفيفا أو اللجنة المنظمة لقطر 2022. ويقول الخاطر هذا الكلام غير صحيح. لقد كنا جزءا من الاجتماعات التي تمت لتحديد توقيت بطولة كأس العالم، وهناك العديد من الأطراف التي سيعتمد عليها القرار النهائي، من بينها شركات البث واتحادات اللعبة وبعض الدوريات، لأن هذه الأطراف ستتأثر بشكل أو بآخر بالقرار. ويضيف لكن القرار النهائي يبقى بيد الفيفا، لأنها بطولته. ما يقوم به الفيفا الآن هو استطلاع جميع آراء تلك الأطراف على أساس التوصل إلى حل يرضي الجميع. وهناك اجتماع سيعقد بالدوحة يومي 24 و25 فبراير/شباط المقبل لحسم الأمر. واختتم الخاطر المقابلة بالتأكيد على إنني متيقن من أن قطر ستنجح بشكل باهر، وأنها ستكون واحدة من أفضل بطولات كأس العالم على مر التاريخ.