قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية السعودية إنه يتوقع «عاما جيدا جدا» للشركة في 2015 مع زيادة الاستثمارات الصناعية والسكنية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تعمل الشركة على تطويرها رغم انخفاض أسعار النفط. وفي مقابلة مع رويترز على هامش مؤتمر اقتصادي في الرياض، قال فهد عبدالمحسن الرشيد: في الحقيقة نتوقع خلال عام 2015 أن يرتفع (الطلب) في سوق منتجاتنا ومن جانب المصنعين. «انخفاض أسعار النفط يعني نموا عالميا مع توافر سوق لنمو الشركات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى». وتابع الرشيد الذي يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية ستانفورد للأعمال «لهذا نتوقع مزيدا من السيولة وبالتالي زيادة في الاستثمارات داخل المملكة». ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية - وهي منطقة اقتصادية خاصة شمالي مدينة جدة على البحر الأحمر تأسست عام 2006 - مثال على الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي توليها الحكومة اهتماما كبيرا لتوسعة القاعدة الصناعية وتنويع اقتصاد المملكة بعيدا عن النفط. وتركز إعمار المدينة الاقتصادية وهي كونسورتيوم تقوده إعمار العقارية ومقرها دبي ومستثمرون سعوديون على بناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. ومن المتوقع أن تصبح المنطقة -التي تركز على الصناعات الخفيفة وعمليات الشحن والخدمات اللوجستية- في حجم العاصمة الأمريكية عند استكمالها وسيقطنها ما يصل إلى مليوني شخص وستسهم في تنويع موارد اقتصاد الملكة بدلا من الاعتماد على النفط مع التركيز على الصناعات الخفيفة والشحن البحري. وكان خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية قال إن الشركة ستعيد التفاوض على بعض العقود وتؤجل عددا من المشروعات بسبب هبوط أسعار النفط لكن الرشيد استبعد أي تأثر لأعمال شركته جراء انخفاض أسعار الخام وقال إنها على النقيض ستعزز الاستثمارات. وذكر الرشيد أنه في ظل استمرار الإنفاق الحكومي السخي على مشروعات البنية الأساسية فإن من المنتظر أن يكون 2015 «عاما جيدا جدا». وسجلت إعمار المدينة الاقتصادية نموا نسبته 39% في صافي ربح عام 2014 ليصل إلى 379.7 مليون ريال. وردا على سؤال عن التوقعات المستقبلية للأرباح قال الرشيد «لا تعلن الشركة عن توقعات الأرباح لكن بالطبع نتوقع نموا في المستقبل». وحول أهم القطاعات التي ستركز عليها الشركة في 2015 قال الرشيد إن الأولوية ستكون لتوسعة الميناء والمنطقة الصناعية بالمدينة إلى جانب جذب المزيد من المستثمرين في قطاعات التجزئة والقطاع التجاري. كما ستعمل الشركة على تطوير منطقة الحجاز المحيطة بمحطة قطار الحرمين السريع -الجاري تنفيذها حاليا- والتي ستربط المدينة بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة. ومن المقرر أن تضم منطقة الحجاز منظومة متكاملة من المتاجر والمطاعم والفنادق يجري تطويرها في الوقت الراهن. وقال الرشيد إن الشركة ستركز على قطاع السياحة بهدف جذب ملايين الزوار سنويا وعلى الاستفادة من الفرص الكبيرة لعقد الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في المدينة في ظل كون المملكة عضوا في مجموعة العشرين. وتوقع الرشيد أن ترتفع طاقة ميناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلى أربعة ملايين حاوية نمطية (20 قدما) بنهاية 2016 من 1.3 مليون حاوية الآن. وستصل طاقة الميناء في نهاية المطاف إلى 20 مليون حاوية. وبدأ ميناء مدينة الملك عبد الاقتصادية العمل في السادس من يناير 2014 وكان الرشيد قال لرويترز العام الماضي إن الميناء سيصبح مركزا عالميا لخدمات الإمداد لا سيما أن 25% من التجارة العالمية تمر بالبحر الأحمر. وقال الرشيد إن الشركة نجحت في جذب 93 شركة للاستثمار في المدينة وإنها توقع «عقدا كل أسبوع» مع شركات للاستثمار في قطاعات على رأسها المنتجات الدوائية والخدمات اللوجستية ومواد البناء والبلاستيك ومكونات السيارات. ولفت الى ان المدينة نجحت في جذب استثمارات بقيمة عشرة مليارات دولار من أطراف متعددة شملت الحكومة وتوقع جذب استثمارات أكبر في المستقبل. وبسؤاله عن إمكانية اللجوء للاقتراض خلال الفترة المقبلة لتمويل الاستثمارات قال الرشيد «جمعنا ثلاثة مليارات من البنوك في 2014. ونتوقع أن يكون هذا كافيا لخططنا المستقبلية ولن نلجأ لاقتراض المزيد». لكنه لفت إلى أن الشركة تدرس عددا من البدائل أهمها الشراكة مع أطراف ثالثة لجذب المزيد من الاستثمارات إلى المدينة.