×
محافظة حائل

أمير حائل: تهدف للتطوير والرفاهية وتعزيز الأمن

صورة الخبر

من كان أباً لخمسٍ سيبكيه الخمس وسيبكيه من جاورَ الخمس ومن عرفهم ومن صاحبهم، فكيف بمن كان أباً لـ (30) مليوناً. بكتك عيوننا يا أبا متعب وبكتك قلوبُنا الصغير منا والكبير وبكاكَ من جاور بلاد الحرمين وبكاك من عرفك أباً وأخاً وحاكماً وقائداً بكاك العالم الإسلامي أجمع رحلت وما زالت كلماتك «يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم، وأستمد قوتي من الله ثم منكم فلا تنسوني من دعواتكم» ما زلنا نحفظها، فندعو لك بكل ما تحمله قلوبنا من حبٍ ووفاءٍ يومٌ عصيبٌ مر على شعبِك، أمسى نائماً وأصبح معزياً، وجاءت المشاعرُ لتعبرَ عن حزنٍ بالغٍ ووفاءٍ نادر قل أن تجده بعضُ القياداتِ في شعوبِها. مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها والقنوات الفضائية أجمع، اتفقت على شيءٍ واحد «المصابُ جللٌ وعبدالله هو فقيدُ الأمة». رحلَ حبيبُ الشعب،، رحلَ ملكُ الإنسانية،، رحلَ ملكُ القلوب،، مات صقرُ الجزيرة،، رحل الوالدُ القائدُ والزعيمُ التاريخي،، رحلَ حكيمُ العرب ورجلُ الحوارِ ورجلُ الإصلاحِ وملكُ الإنجازِ وشيخُ العرب، أوصافٌ ومسمياتٌ عديدةٌ كلها جاءت صادقة في شخصِ حاكمٍ واحد، بل إن إحدى الصحف الفرنسية وصفته بأنه «رجلُ التوازنات» الذي وازنَ بين مختلفِ القضايا المصيرية فأحسنَ التعامل معها لتكون كلها في مسارٍ واحدٍ وفي منظومةٍ واحدةٍ متقاربة!. بإذن الله تعالى لن ننساك، وكيف ننساك وأنت الذي حملَ هم شعبِه وسخر نفسه لخدمته، رحلت عن الدنيا ولكنك باقٍ في قلوبنا ولا يسعنا إلا أن ندعوُ لك:- اللهم اجبر كسرنا في فراقِ فقيد الأمة العربية والإسلامية والدنا الغالي الملك عبدالله، واجمع اللهم كلمتنا على الحق يا من بيده الملك والخلق والأمر، اللهم تقبل دعاءَ كل من قال:- «اللهم إن كان لنا حقٌ أو مظلمةٌ عند عبدك عبدالله بن عبدالعزيز فقد وهبناها له وعفونا عنه وحللناه وأبحناه» اللهم آمين. هناك موقفٌ لن أنساهُ ما حييت، يومَ أن كنتُ ضمن الوفدِ النسائي الذي رُشح لمقابلةِ الملك عبدالله في الحوارِ الوطني في عام 1425هـ – كان ولياً للعهد آنذاك – وتضمن الوفد (قيادات تربوية وجامعات وكليات وصحافة وإعلام)، التقينا به في قصرِه وقمنا بتعريفِ أنفسِنا وجاء دوري لأذكر له: اسمي وأني مديرة إدارة الإشراف التربوي بالمنطقةِ الشرقيةِ، وقد جئتُ ممثلة عن وزارةِ التربيةِ والتعليمِ، فأشار إلي بالسبابةِ وقالها بالحرفِ الواحد: - أنتم ومن معكم مسئولون ومؤتمنون أمامَ اللهِ عز وجل عن جهازِ التعليمِ في المملكة، وعليكم أمانةُ رفعِ التقارير صادقة وفقَ واقعِ التعليمِ الذي ترونه!. لم يكن – يرحمه الله – يحملُ همومَ الحكمِ والسلطةِ والسياسةِ فقط، بل كان الهم التربوي والتعليمي إحدى القضايا التي كانت تشغل تفكيره وتؤرق ليله (قالها أمام الوفد: أنا لا أنام جيداً لكثرةِ ما أفكرُ في قضايا الشعب)، أبهرتني حكمتُه وبعد نظره وهدوؤه الشديد وهو يتحدث لنا عن كيفيةِ معالجته للقضايا، وكيف قامَ بالفصلِ في قضيةِ شابٍ حَكم عليه القاضي بقطع يده!! وتأتي القصة باختصار (تقدمت امرأةٌ للقاضي تشكو من أن ابن أختها قامَ بسرقةِ أساورها الذهبية، ولما ثبتت التهمةُ على السارق (شاب عمره 16عاماً) طلبت الخالة توقيع القصاص عليه، فما كان من القاضي أمامَ إصرارِ المرأةِ وتمسُكها بحقها إلا أن أصدرَ عقوبةَ القصاصِ بقطعِ يدِ الشاب السارق، وأُحيل الملفُ إلى ولي العهد الأمير عبدالله لإقرارِ القصاص، فلما قرأ القضيةَ جيداً نظر إلى أبعادِ هذه العقوبة، وما فيها من قطيعةِ رحمٍ وتفرقةٍ بين الأختين، وكيف أنها ستمتد إلى أجيال وأجيال، فأعاد الملف للقاضي وطلبَ إقناع المرأةِ بالعدول حرصاً على أواصر المودة والرحمة بين الأسرتين، ظل الملفُ طوال عامين كاملين (القاضي يُقنِع، والمرأة تُصر، وأبو متعب يُعيد الملف للقاضي) بعد العامين عدلت المرأة عن موقفها والتأم شمل الأسرة!! تُرى كم حاكمٍ وقائدٍ ومربٍ يمتلك مثل هذه الحكمة في إدارة الأمور!! في الختام:- يبقى أملنا في الله كبيرا، ثم في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير المحنك محمد بن نايف بن عبدالعزيز. اللهم كن لهم عوناً ونصيراً وأصلح لهم البطانة الصالحة وادفع اللهم عنا جميعاً كل سوءٍ يا رب العالمين. خبيرة إدارية – تربوية