×
محافظة المنطقة الشرقية

10 أخطاء .. خسفت بـ الهلال

صورة الخبر

ينتمي آرجون ويني إلى أسرة هندية تعد من الطبقة الغنية في مجتمعه قبل انقسام المستعمرة الهندية حيث كانت تعمل في صناعة السفن ولكن أحوالها المادية تدهورت بعد الانقسام في ١٩٤٧ حتى وصلت إلى القاع وشيئاً فشيئا بدأت تستعيد قواها المالية واستطاع آرجون أن يدرس إدارة الأعمال. لأنه يريد أن يرى أمواله تنمو أمامه. كان آرجون يحب تناول طعامه في مطعم ياباني شهير (بونو) وعندما كان يتصل بهم ليحجز طاولة يعتذرون بأن الطاولات محجوزة فقال للموظفة ذات مرة: لاتعتذري ففي يوم ما سيكون لي مطعمي الياباني الخاص. وصارت هذه الفكرة تراوده وأفصح بها مرة أخرى عند حلاقه الخاص وقد تحولت من مجرد أمنية إلى هدف وبعد وقت قليل اتصل به (شيف ألماني) يطلب التعاون معه في افتتاح المطعم الياباني فكان مطعم (زوما) أحد أشهر المطاعم العالمية التي تطول قائمة الحجوزات فيه. ولكن آرجون بدأ يعطي هذا الجانب أهمية أكبر فافتتح المطعم الفرنسي (لابتيت ميسون) وأخيراً المطعم التركي (نصرت) وهنا رأيت الشغف في أجمل صوره فهذا المطعم مختص في شواء اللحوم بطريقتهم الخاصة يشرف على المطعم شاب مختص بتقطيع اللحوم (جزار) سابقاً، ولكنه الآن كما أتوقع شريك في هذه السلسلة من المطاعم. هل اكتفى نصرت بذلك وتوارى ليكتفي بجمع المال فقط، أو تبرأ من مهنته السابقة؟ لا، فحبه لعمله كان سببا في اتقانه ولا شك أن اتقان العمل الذي نحبه يختلف عما نتقنه لمجرد أننا كلفنا به، أولمجرد أنه عملنا الذي نتكسب منه، فالحب هو الذي يجعلك تهتم بالتفاصيل الدقيقة وهو الذي يجعلك تبتكر وتقدم أفكاراً مميزة لتبرز هذا العمل أكثر وأكثر وقد نما هذا الحب أكثر وآزره بالتأكيد شعور كبير بالامتنان لتلك المهنة التي بدأ بها ومازال يمارسها حتى الآن أمام رواد المطعم بطريقة فنية استعراضية فإذا كان الطلب هو الأضلاع المشوية، فإنه سيقف بجانب الطاولة وقفة خاصة ويمسك بسكينة ويمارس شغفه بتقطيع اللحوم بحب شديد ويعرضها لزبائنه ليريهم درجة الاستواء المطلوبة وكأنه يتغزل بها ويصف جمالها دون أن ينطق بحرف إذ يستعيض عن ذلك بنظرات عينيه، ثم يرتب الريش فوق بعضها بتنسيق جميل، ولا ينسى أن يأخذ رشة من الملح البحري ويرفع يده ليرش بها قطع اللحم بطريقة خاصة وكأنه يدلل محبوبته برذاذ العطر من علو، ثم يتبع ذلك برشة من أوراق الزعتر المجفف. كان مستمتعاً للغاية بما يقوم به وبطريقة ما ينتقل هذا الشعور لمن يتابعه حتى ولو لم يكن ممن يأكلون اللحوم! متابعتي له جعلتني أرى كيف أن حب العمل يوصلك للنجاح المميز، وعندما تنجح وتستمر بالحب نفسه تصنع داخل نفسك سعادة وحبا وقبولا، فيتلقى الناس عملك بالدرجة نفسها من الحب والقبول. وفي الغالب هذا هو السر الصغير لمعظم النجاحات المميزه فنصرت كان مجرد جزار شغوف بعمله ولكنه اليوم رجل يتنقل بين عدة عواصم ليقطع اللحم المطهو في مطاعمه التي يشارك في صناعة نجاحها وتميزها.