" الكاريزما " .. وصف يطلق على الجاذبية الكبيرة والحضور الذي يتمتع به ـ بعض ـ الأشخاص بالإضافة إلى القدرة على التأثير في الآخرين إيجابيا، والارتباط بهم عاطفيا وثقافيا، سلطة فوق العادة، سحر شخصي لشخصية تثير الولاء والحماس، الكلمة من (Charisma)، وترجع لأصل يوناني وتعني الهدية أو التفضيل الإلهي. وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة، إلا أنه يمكن ربطها بشخصية معينة وأن الشخصية الكاريزمية، هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين، وتمتاز بالقدرة على إلهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد، وهذا التعريف من ـ وكيبييديا ـ غير أن كل ما فيه أقرب الوصف للفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله رحمة واسعة. ليس بمن حجمه يكتب في مقال، إنه أكثر من المساحات، لكني أحزن، وأجده، في الطرقات، الميادين، الرياضة، الاقتصاد، المدرسة والجامعة، في فاقة المحتاج، كافة ما حولي وحول الناس، إن بساطته مقنعة، عفويته ليست في أي ملك، كان نعم الأب للجميع والمخلص للوطن، كديدن أسرة قدمت لهذا الشعب المحب كافة ما يزدهر ويتقدم، (اللهم إني بايعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي عهده عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَلا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لا نَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ ". أكتب عن من بحجم عبدالله بن عبدالعزيز، ما يعني أن شريط ذاكرتي يعمل وفق حزن تلك الإيماءات التي رحلت، الشرح البسيط للناس، التفاعل، التجاوب، الوصايا التي أبسط من أن تأتي في ـ روتين ـ خطاب يوجه لمن يقومون على مصالح الناس، كان التوجيه العفوي المباشر من ـ ملك بحجمه ـ ويشدد على عدم تعطيل حاجات الناس أقوى من كافة الخطابات التي تصل للمَعنِي في مغلف، إن عفويته التي ـ ثناياها الحكمة ـ في إدارة الأشياء تصل أسرع، وتشرك الناس فيما يدور حولهم، أصلح في " أسلوب المعاملة "، وليس فقط فيما بنى وطور وسخر له المال، وفي أحلك الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، إن خلف كل ذلك "كاريزما " وهبها الله له دون أكثر الناس، يزهد في المديح ويطالب من حوله بعدم وضع الأمور في أكثر من سياقها الطبيعي فيما كان الملك، والمؤثر، والذي سار بشعبه ووطنه لينجوا بفضل الله من ظروف لم يستطع آخر هناك أن يحيطها بحكمته فتداعت الأشياء وبقيت في الشارع . من السهل أن تقول فعل الرجل كذا وكذا، ولن تكمل العد لكثرة خيراته على البلاد والعباد، من الصعب أن تختصر قافلته في أسطر قليلة، فما بالك والعالم يجمع عليه، لايحزن الأطفال ياصديقي إلا على " أب " فقدوه، إن تواضعه الجم وملامسته لحاجات الناس عن كثب، أدل المسؤولية التي تحمَّل حتى أنَهَكَته، كنا نردد في ثنايا السالفة والأخرى : "ياحبني له "، تلك التي نستدرك في سيرة إصدار قرار، أو حديث تلفزيوني، أو رعاية مناسبة، أو الكثيرة التي شاهدناها في ملعب الرياضة أو المنشأة العامة، أوالكثيرة، إن من " كاريزما " الملك أن يبقى كلامه ـ التوجيه ـ أطول مدة ممكنة ويتداوله الناس، هذا القبول ينم عما يصل من القلب للقلب، لأنه الصادق، العفوي، المتلمس للحاجات، القريب الذي يرى أكثر، يسأل، يستفسر، وبشكل أثر في النفوس، ناس بكوا الملك عبدالله بن عبالعزيز ـ رحمه الله ـ بهذا الحزن من عدم التوقف، بهذا الدعاء المتصاعد، والـ "اليقين" من الحب الصادق البشوش المؤصل في ذاكرة ويبقى إلى ما شاء الله. (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) البخاري عن أبي هريرة. ـ اللهمّ اغفر له وارحمه وأدخله جنّات النعيم، يا حنَّان، يا منَّان، يا واسع الغفران، اغفر له وارحمه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأجزه عن الإحسان إحساناً، وآنسه في وحدته، ووحشته وغربته، وأنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.