المجموعة الرابعة لكأس الأمم الإفريقية 2015 قد تشهد تساوي فرقها الأربعة في الرصيد.. ربما تحسم القرعة مصير المتأهلين.. ربما فارق الأهداف.. ربما يخرج الفريق الايفواري من الدور الأول ويعود لبلاده خالي الوفاض.. هل يذكر هذا السيناريو منتخب الأفيال بشيء ما؟ لا ليست القرعة التي أطاحت بهم في 1988، تحدثنا عن ذلك من قبل.. سيناريو مشابه حدث في عام 2000، وتبعه أحداث لا ينساها إي إيفواري، ولا يتمنى لاعبو الأفيال أن يعيشوها مثلما عشاها جيل سابق لكوت ديفوار.. في عام 2000 أقيمت كأس الأمم الإفريقية في ضيافة مشتركة بين غانا ونيجيريا.. كوت ديفوار وقعت ضمن المجموعة الأولى مع المضيفة غانا والكاميرون وتوجو.. في نهاية مرحلة المجموعات تساوت المنتخبات الأربعة في هذه المجموعة برصيد 4 نقاط، لكن فارق الأهداف أهل منتخبي الكاميرون وغانا لدور الثمانية، وودعت كوت ديفوار وتوجو البطولة. بعد الإقصاء استقل منتخب الأفيال طائرة خاصة من مطار أكرا ليعود إلى أبيدجان.. لكن الطائرة لم تهبط في أكبر مدن كوت ديفوار، وإنما في مطار العاصمة ياموسوكرو.. هناك وجد اللاعبون سيارات نقل عملاقة ومسؤولين يطالبونهم بالصعود إليها.. خرجت السيارات من المطار مباشرة إلى معسكر زامباكرو الحربي.. يقول إبراهيما باكايوكو نجم المنتخب الايفواري ولاعب مارسيليا الفرنسي في هذا التوقيت: وجدنا في انتظارنا مندوباً من رئيس الدولة.. قال لنا أنتم هنا لتتعلموا معنى الوطنية وخدمة بلادكم.. فلتنسوا سياراتكم الفارهة وحياتكم في أوروبا قليلاً، وتتعلموا حب بلدكم لبعض الوقت.. لاعبو المنتخب الإيفواري دخلوا دورة تربية عسكرية مكثفة.. كانوا يستيقظون في الصباح الباكر، يرفعون العلم ويقومون بطوابير خدمة.. ثم يمارسون كرة القدم والكرة الطائرة بعد ذلك مع جنود المعسكر.. قالوا لنا أن الرئيس كان ينتظرنا يوم 13 فبراير (يوم نهائي البطولة) ونحن عائدون بالكأس.. لكن بعد أن عدنا بخيبة الأمل هذه سيكون علينا أن نبقى هنا حتى موعد النهائي، لعلنا نعرف القليل عن خدمة بلادنا.. لكن الأمر لم يستمر سوى ليومين فقط.. بعدها وجد اللاعبون سيارات كبيرة وأوامر بنقلهم لأبيدجان.. هناك قابلهم رئيس الورزاء برسالة مباشرة من رئيس البلاد.. أمرنا بدخولكم هذا المعسكر لكي تفكروا قليلاً.. هذه رسالة تحذير لكم، هذه آخر مرة يسمح لكم فيها أن تكونوا بهذه العقلية المحبطة وهذه اللامسئولية تجاه بلدكم.. لو كررتم هذه الروح الانهزامية في المرة المقبلة لن تخرجوا بعد يومين، لكنكم ستقضون فترة خدمتكم العسكرية كلها هنا.. لن تعودوا لأنديتكم في أوروبا إلا بعد أن تعرفوا معنى حب كوت ديفوار والتضحية من أجلها.. فهل يعيد التاريخ نفسه بعد 15 عاماً، أم أن رفاق يايا توريه تعلموا الدرس من جيل باكايوكو؟