إذا كان الوطن، والشعب السعودي، والأمة العربية والإسلامية، فقدوا قائداً عالمياً، وملكاً ملهماً، هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته- فإن الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية آل سعود - حفظهم الله - يقدمون للشعب السعودي، وللعالم كله قائداً فذاً، ونموذجاً فريداً، ومسؤولاً عبقرياً هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - فقد اجتمع في هذا الرجل العظيم ما لم يجتمع في غيره من الصفات الحميدة، والخصال المجيدة، والسجايا القيادية الفريدة، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - كان محل عناية ورعاية من والده المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - فاعتنى بتربيته، وتعليمه، وتنشئته منذ الصغر، فكانت أول مدرسة تخرج فيها هي مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - كما عاصر، واستفاد من جميع ملوك المملكة العربية السعودية: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمهم الله أجمعين - وكان موضع ثقتهم جميعاً، ومحل تقديرهم، ومعرفتهم لمؤهلاته العظيمة، وعرفانهم بذكائه، وعظيم حنكته، فكان مشاركاً في رسم سياسات الدولة، وصنع القرارات المصيرية، المتعلقة بشؤون الدولة الداخلية والخارجية، بل كان - حفظه الله - مستشاراً أميناً لهم، كما كان - ولا يزال - عميد العائلة المالكة، وصمام أمان لها. تولى - حفظه الله ورعاه - مناصب قيادية مهمة، منها: توليه إمارة الرياض مدة طويلة، فكان - بحق - باني حضارة الرياض، ورقيها المعاصر، فقد حولها في مدة إمارته إلى عاصمة عالمية، تضاهي كبريات العواصم العالمية، في وقت وجيز في مقياس أعمار المدن والدول. وهذه الصفات الفريدة التي متع الله بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - جعلت العالم كله بعامة، والشعب السعودي، والأمة العربية والإسلامية، يتفاءلون خيراً، ويستبشرون بأن تواصل المملكة رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين، ورعاية الحرمين الشريفين، وتطوير البلاد، والنهوض بها في جميع المجالات، ورفع مستوى معيشة المواطن، ومساندة قضايا الأمة الإسلامية والعربية في المحافل الدولية، إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة، والمهمات العظيمة التي تقوم بها المملكة في خدمة الإنسانية والبشرية. وقد أبان - حفظه الله - عن جزء من سياسته، فقال: «إنني، وقد شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إلى الله - سبحانه - مبتهلاً أن يمدني بعونه، وتوفيقه، وأسأله أن يرينا الحق حقاً، وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وسنظل - بحول الله وقوته - متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - وعلى أيدي أبنائه من بعده - رحمهم الله - ولن نحيد عنه أبداً، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها، وسنواصل في هذه البلاد - التي شرفها الله بأن اختارها منطلقاً لرسالته وقبلة للمسلمين - مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف، وجمع الكلمة، والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام، والرحمة، والوسطية، والاعتدال». ومن الدلائل على حنكة هذا الملك العظيم، وعظيم معرفته بمن حوله من الرجال الأكفياء المخلصين: أولاً: أنه اختار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود - ولياً للعهد - وعضواً مؤازراً له في أداء الأمانة العظيمة، والمسؤولية الجسيمة، فصاحب السمو الملكي ولي العهد - حفظه الله - من القادة الأكفياء الذي جمعوا بين العلم السياسي، والعلم العسكري، مع الخبرة الطويلة، والتجربة الكبيرة من خلال المناصب القيادية التي تولاها، وأظهر فيها مقدرة كبيرة، ونجاحاً فائقاً، جعله محل ثقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه -. ثانياً: تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الداخلية ولياً لولي العهد، وهو اختيار نال إعجاب الجميع، واستحسانهم، فسموه الكريم يجمع بين العلوم السياسية، والعلوم العسكرية والأمنية، إضافة إلى معارفه الشرعية، وتجربته الطويلة، وخبرته العملية، وتتلمذه على يد مؤسس العلوم الأمنية في السعودية، والعالم العربي، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -. وقد أظهر سمو ولي ولي العهد مقدرة عظيمة في الحفاظ على أمن المملكة، وأمانها من خلال توليه وزارة الداخلية، مما جعل المواطنين يشعرون بالراحة والاستقرار والطمأنينة. ولا يسعنا إلا أن نتقدم بأعظم التهنئة، وصادق التبريك، وخالص الدعاء لمقام ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد وزير الداخلية، ونسأل الله - تعالى - أن يسبغ عليهم ثوب الصحة والعافية، وأن يوفقهم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يمدهم بالتوفيق والسداد.