×
محافظة المنطقة الشرقية

توقعات بانفراج الأزمة السياسية في اليمن خلال الساعات المقبلة

صورة الخبر

يستعد سكان عين العرب (كوباني) شمال سورية قرب تركيا للعودة إلى المدينة المدمرة وإعادة إعمارها بعد طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» منها، فيما انتقلت المعركة إلى القرى المجاورة التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين، في وقت احتفل الأكراد بطرد «داعش» من المدينة بعد أربعة أشهر من المعارك. وعقد رئيس الإدارة الذاتية أنور مسلم والقائد العام لـ «وحدات حماية الشعب» محمود بدرخان مؤتمراً صحافياً لإعلان «التحرير الكامل» للمدينة من «داعش». وشكرا للتحالف الدولي- العربي دعمه، منوهين بمشاركة فصائل «الجيش الحر» في المعارك. وأعلن «المجلس الوطني الكردي» المنافس لـ «الاتحاد الديموقراطي» الذي أطلق الإدارات الذاتية، أنه «يبارك لجميع أبناء الشعب الكردستاني تحرير مدينة كوباني من القوى الظلامية والإرهابية «داعش» والانتصارات المتتالية للقوى الكردستانية في جنوب كردستان على التنظيم الإرهابي». ويرتدي الانتصار الذي أحرزه المقاتلون الأكراد أمس الإثنين، أهمية رمزية نتيجة حجم الأسلحة والمقاتلين الذي وضعه التنظيم للاستيلاء على كوباني من دون أن ينجح في ذلك، وأهمية استراتيجية، إذ إنه سيحد على الأرجح من طموحات «داعش» التوسعية ورغبته بالسيطرة على شريط حدودي واسع في شمال سورية. وعمت الاحتفالات الليلة الماضية المناطق الكردية في سورية والعراق، وصولاً إلى بيروت. ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لحشود كبيرة في مدن سورية عدة تحتفل وتغني وترقص وتشيد بـ «وحدات حماية الشعب»، القوة الكردية المسلحة التي دافعت عن المدينة. وأعلنت «وحدات حماية الشعب» في بيان أصدرته ليل امس: «تحرير مدينة كوباني في شكل كامل»، معتبرة أن «معركة كوباني (الاسم الذي يطلقه الأكراد على مدينة عين العرب) كانت مصيرية لمرتزقة داعش (الدولة الإسلامية)» و «هزيمة داعش» في كوباني «تعني بداية النهاية» بالنسبة إليه. وذكر البيان أن «وحدات حماية الشعب ستواصل حملة تحرير بقية مناطق مقاطعة كوباني»، مضيفاً: «نجدد عهدنا بأن نستكمل حملتنا ونكللها بالانتصارات». وتبلغ مساحة عين العرب حوالى سبعة كيلومترات مربعة. وفي الطريق إليها، احتل تنظيم «داعش» منذ 16 أيلول (سبتمبر) الماضي 356 قرية وبلدة في محيطها بعضها صغير جداً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بمعارك بين الأكراد والتنظيم إلى جنوب شرق وجنوب غرب المدينة. وذكر الصحافي مصطفى عبدي الموجود في منطقة حدودية تركية على مسافة قصيرة من عين العرب والمتابع للملف الكردي، أن التحالف الدولي - العربي بقيادة أميركية يواصل تنفيذ غاراته الجوية على مواقع التنظيم المتطرف وتجمعاته، ونفذ ثلاث غارات مساء أمس في مناطق جنوب المدينة وغربها، وثلاث غارات أخرى صباح الثلثاء على مناطق غرب المدينة. وفور الإعلان عن «تحرير» كوباني، بدأ سكانها يعدون العدة للعودة. وقال نائب وزير خارجية مقاطعة كوباني (الإدارة الذاتية) إدريس نعسان في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «الناس فرحون جداً، وهم يحتفلون. المعنويات مرتفعة». إلا أنه أشار إلى أن السلطات المحلية تطلب من الناس التريث في العودة إلى منازلهم. وقال: «هناك دمار كبير. نصف المدينة على الأقل مدمر»، مضيفاً: «نطلب منهم عدم التوجه إلى المدينة على الفور بسبب غياب الحاجات الأساسية. لا يوجد طعام ولا أدوية، ولا كهرباء ولا ماء». وتابع: «نحتاج إلى مساعدة وإلى خبراء في إعادة الإعمار، كما نحتاج إلى أسلحة لمتابعة المعركة»، مشيراً إلى أن الحكومة المحلية قد توجه نداء إلى المجتمع الدولي للمساعدة. وقال عبدي إن «عشرات الأشخاص اجتازوا الحدود، لكن لم يتمكنوا من دخول المدينة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة». وأوضح أن «الوضع في داخل المدينة مأسوي. هناك دمار واسع، هناك جثث قتلى داعش تحت ركام المنازل»، مشيراً إلى أن «بعض الجثث متفسخ ومحترق... هناك كلاب شاردة، وكل هذا يشكل خطراً على الصحة». كما أشار إلى أن «البنى التحتية مدمرة تماماً. قد تكون هناك قنابل مزروعة في المنازل أو لم تنفجر، وهي تشكل خطراً على حياة الناس». وكان عدد سكان المدينة وصل قبل المعركة إلى أكثر من 150 ألفاً مع النازحين الذين كانوا لجأوا إليها هرباً من العنف في مناطق أخرى. واجتاز حوالى مئتي ألف نازح الحدود في اتجاه تركيا بعد اندلاع المعارك في عين العرب وجوارها. وذكر عبدي أنه تم الإعلان أخيراً عن تشكيل مجموعتين لإعادة الإعمار في كوباني، إحداهما تابعة للإدارة الذاتية الكردية، والثانية مستقلة. لكنه اعتبر أن «دخول مواد البناء إلى المدينة والتمويل وعملية إعادة الإعمار برمتها تحتاج إلى وصاية دولية لتتم». في الجانب التركي من الحدود، لم يبد المسؤولون الأتراك الذين لديهم تاريخ حافل من المواجهات مع الأقلية الكردية في بلادهم، حماساً للنجاح الذي حققه أكراد سورية. واتهم المقاتلون الأكراد خلال معركة كوباني تركيا بمساندة «داعش». وحصلت ضغوط دولية كبيرة على أنقرة حتى سمحت بدخول أسلحة ومقاتلين عرب وبيشمركة عراقية عبر حدودها إلى أكراد كوباني، ما ساهم في تغير ميزان القوى على الأرض اعتباراً من النصف الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. كما كان للغارات الجوية التي نفذها التحالف الجوي على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» الدور الأكبر في دعم المقاتلين الأكراد على الأرض. وقتل في معارك كوباني 1737 شخصاً، بينهم 1196 عنصراً من «داعش». وبعد خسارته عين العرب، لا يزال التنظيم يسيطر على مساحات واسعة من شمال سورية وشرقها. وتنامى نفوذ التنظيمات المتطرفة في سورية خلال السنة الماضية، ما أدى إلى تعقيدات إضافية في النزاع السوري الذي بدأ منذ أربع سنوات بين النظام ومعارضيه وتسبب بمقتل أكثر من مئتي ألف شخص.