×
محافظة المنطقة الشرقية

«ساب» يتكفل بحملة حج ذوي الاحتياجات الخاصة

صورة الخبر

المُتأمل لسياق الثناء على كثير من الشعراء لا بد أن تواجهه عبارة تتكرر بشكل لافت للانتباه وهي عبارة: "مظلوم إعلامياً"، وهذه العبارة -التي يُمكن أن تقابلك عند التعريف بصاحب أي موهبة- تُلقي باللوم بشكل صريح وواضح على الإعلام الظالم الذي لم يُنصف هذا الشاعر أو ذاك، ومن المُلاحظ أن مُعظم الشعراء بما فيهم المشاهير يعتقدون بتقصير وسائل الإعلام في دعم مواهبهم وأن إعلام الشعر الشعبي إعلام ظالم يقوم على الشللية والمصالح الشخصية. والمشكلة هي أن معظم الشعراء الذين يُقال بأن الإعلام ظلمهم يكتبون شعراً شبيهاً لما هو موجود ومألوف ولا يُمكن أن يُغري بالبحث عنه أو الاهتمام بنشره، وعدد غير قليل منهم ظلموا أنفسهم باعتقادهم بأنهم أفضل من غيرهم وبإعلان الترفع عن التواصل مع أي وسيلة إعلامية، أو منعهم الكسل أو الظروف من نشر قصائدهم وإيصالها وكان ظُلم الإعلام هو المُبرر الأسهل لتعليل ذلك الكسل أو تلك الظروف، أما من امتلكوا الذكاء الإعلامي وتواصلوا مع الإعلام بشكل معقول ومتوازن فقد استطاعوا الوصول للناس ووجدوا دافعاً قوياً للاستمرار والارتقاء بمستوى أشعارهم. من المُطالب الغريبة مُطالبة وسائل الإعلام التي تهتم بنشر الشعر الشعبي من قنوات وصفحات بملء أوقات عرضها ومساحاتها بقصائد مميزة بشكل يومي ومُستمر، وحدوث مثل هذا الأمر شيء مُستحيل وشبيه بمُطالبة الشاعر المُبدع بأن تكون قصائده دائماً ممتازة وذات مستوى مُتصاعد، وبما أن الشعر الجيد أقل بكثير من الشعر الرديء، والشعراء أصحاب المواهب العظيمة والفارقة لا يُشكلون سوى نسبة ضئيلة من مُجمل أعداد الشعراء فلا مناص من نشر وإذاعة القصائد المتوسطة المستوى والأقل من المتوسطة أيضاً. أخيراً أعتقد أن الحديث عن ظلم الإعلام للشعراء حديث مُبالغ فيه بشكل كبير، بدليل أن مُعظم الشعراء المميزين والمؤثرين لهم تواجد إعلامي كبير وتتنافس وسائل الإعلام على عرض إنتاجهم واستضافتهم، وإذا كان هناك من هو أكثر تميزاً منهم فأجزم أن غيابه عن الضوء الإعلامي غياب اختياري ليس له أي علاقة بمسألة الظلم الإعلامي. أخيراً يقول الشاعر ضويحي العماني: الله ولا معرفة بعض المنشدين يشيل لك وحده ويسرق لك عشر وأهل الردا ذا الحين والاّ بعد حين أشكالها شتى، وف الغايه خِشر والطيب ما يثمر بغير الطيبين من أوّل الدنيا إلى يوم الحشر