أحمد السعدني واحد من أهم النجوم الشباب، صنع نجوميته بأسلوب متفرد في الأداء وبعفوية جعلته يصل لقلب الجمهور متخطياً كل الحواجز. "سيدتي" استطاعت أن تحصل على حوار حصري مع الفنان أحمد السعدني بعد غياب خمس سنوات عن الصحافة لم يجر خلالها حواراً واحداً. السعدني يكشف لنا في هذا الحوار سبب مقاطعته للصحافة وعلاقته بوالده، وما هو رأيه في الأعمال التي يقدمها، وكيف يربي ولديه، وهل تغضب زوجته من انشغاله لفترات طويلة بعمله؟ وغيرها من النقاط الفنية والشخصية التي خصنا بها السعدني في هذا الحوار الذي جرى في منزله مع لقطات خاصة له ما سر عدم تفاعلك مع «السوشيال ميديا»؟ أنا لست متفاعلاً مع «السوشيال ميديا» فقط بل مع الصحافة أيضاً. فآخر حوار أجريته كان منذ أكثر من خمس سنوات؛ لأن هناك نهجاً في الصحافة لا أحبه، بالرغم من أني عملت كصحفي لفترة قبل التمثيل. هذا النهج هو البحث عن الإثارة على حساب الفنان وقد يعمد البعض لتجريحه بدون سبب. عانيت من ذلك مؤخراً بعد اتهامك بمخالفة قرارات المحافظة من خلال الكافيه الخاص بك؟ بالفعل، فأنا لدي نسبة مشاركة ضئيلة في أحد الكافيهات. وفوجئت بأحدهم ينشر خبراً يفيد بأني أخالف قرارات المحافظة من خلال الكافيه الخاص بي. ولا أعرف لماذا كتب ذلك. قد يكون أحد ما تلقى معاملة بشكل لم يرضه فقرر كتابة هذا الخبر غير الصحيح، وأنا لا أحب هذه الطريقة. وأضاف السعدني: من الأساليب التي ضايقتني من الصحافة أني التقيت إحدى المرات بواحد من أهم النقاد في مصر عام 2007، وقدمت وقتها مسلسل «حق مشروع» مع حسين فهمي وعبلة كامل. وكان سيعرض على التلفزيون المصري. وكان هو في لجنة المشاهدة وأشاد بي بشكل كبير جداً. وقال لي إن دوري أكثر من رائع. وعرض لي بعد رمضان فيلم «مرجان أحمد مرجان» لأفاجأ بنفس الناقد يهاجمني بشكل غير عادي ويقول: «هؤلاء أبناء الفنانين». ومن يومها، لم أقرأ جريدة ولم أتعامل مع الصحافة. كما أن صحفياً آخر جعل والدي يغضب مني وخاصمني فترة لأنه قام بتغيير كلامي. وكتب عنواناً أني لا أهتم برأي والدي. هذا رأيي بتامر حسني كانت لك تجربتان في رمضان «فرق توقيت» و«كلام على ورق»، أيهما الأقرب إليك؟ دوري في «فرق توقيت» كان صعباً جداً، وقال لي المخرج إسلام خير بمجرد رؤية الورق:» أشعر أنك لن توافق لأن تامر حسني محبوب جداً بين الشباب، وإذا ظهرت كعدو له قد يكرهك الجمهور»، ولكني لم أفكر كذلك. فقررت تقديم الشخصية بعمق. فهو الأخ الذي يحب أخيه جداً ولكنه يعيش مشاعر الحقد والغيرة وتأتي نهايته مأساوية ويحزن عليه الجميع. أما دور حمزة في «كلام على ورق»، بالرغم من بساطته ومثاليته، إلا أني أعتبره من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي. كما أنه لا يتعدى 90 مشهداً، وصعوبته تكمن في وجوب إيجاد شكل متميز له، خاصة أن محور الأحداث يدور حوله وحول قتله. لذا، سعيت مع المخرج محمد سامي لإضافة الكثير من التفاصيل التي عمقت من أبعاد الشخصية. ما هي الشخصية الأقرب لك بين الدورين؟ ضحك السعدني وقال: بداية، ليس لي أخ كما أني لا أحب امرأة متزوجة. ولكن، بالتأكيد، كل شخص منا لديه نسب متفاوتة بين الشر والخير وتختلف هذه النسب حسب طبيعة كل منا. فكل دور أقدمه بالتأكيد فيه من شخصيتي ومن شخصية أي ممثل. فمن الممكن أن أشعر بالغيرة من أحد وأن أحب وهكذا. كيف كان التعامل مع تامر حسني، خاصة في ظل ما يقال عن أنه يسعى لفرض سيطرته على العمل الذي يقدمه؟ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. فمن تابع المسلسل جيداً سيجد أن هناك 3 أدوار مساحتها أكبر من مساحة دوره. وهذا يعتبر ذكاءً من تامر. فهو مطرب ناجح جداً وممثل تلقائي وكوميدي ودمه خفيف جداً في التمثيل والحياة ونجح في السينما جداً. ولكن في التلفزيون الأداء يحتاج لدراما عميقة جداً. وهذا ما دفع تامر لترك تلك المساحة من الأداء الدرامي لممثلين مثل ظافر العابدين ومحمد ممدوح. فهما من أقوى الممثلين الذين قابلتهم، وأداؤهما رائع. بالرغم من نجومية تامر وباقي الأبطال المشاركين في العمل، إلا أنه لم يحقق مشاهدة عالية في رمضان؟ رمضان ليس له حسابات. فقد نجد مسلسلاً غير متوقع له النجاح و«يكسّر» الدنيا. المعايير الحقيقية تأتي بعد رمضان من حجم المشاهدة على القنوات في الإعادة وكذلك المشاهدة «أونلاين». فتعوض ذلك بشكل كبير. فأنا شخصياً انتهيت من التصوير يوم 29 رمضان. وشاهدت كل المسلسلات بعد رمضان حيث كنت أرى 10 حلقات في اليوم. ومن المسلسلات التي شاهدتها «السيدة الأولى» و«السبع وصايا» و«عد تنازلي» و«صاحب السعادة» و«ابن حلال» وغيرها. أي مسلسل يستحق الأفضل؟ هناك العديد من المسلسلات الجيدة، ولكن لا يوجد العمل الذي يحدث فرقعة وطفرة رهيبة في النجاح مثل «ليالي الحلمية» و«أرابيسك». فنحن منذ سنوات لم نصل لهذا المستوى. وآخر الأعمال التي حققت هذه الطفرة كان «الحاجة زهرة» و«العار». وهذا العام، كان هناك مسلسلات رائعة مثل «سجن النسا» و«السبع وصايا» حققت مشاهدة عالية «اونلاين» وعلى مستوى الفضائيات كان «ابن حلال» و«صاحب السعادة». هل يشعر الفنان بالإحباط إذا لم يحقق مسلسله النجاح في رمضان؟ لا، على الإطلاق؛ لأننا نكون مشغولين في التصوير، ولا نركز في حجم المشاهدة بقدر انشغالنا بإنهاء مشاهدنا. والفنان يعلم جيداً أن العمل ستتم مشاهدته بشكل كبير بعد رمضان؛ لأن هناك قطاعاً كبيراً من الجمهور يعيش رمضان في العبادة، وآخرين يركزون على عملين أو ثلاثة على أقصى تقدير. ألا يتعلم المنتجون أبداً من أخطاء كل عام ويبدأون في تصوير أعمالهم مبكراً؟ لا، لن يتعلموا، فهي معادلة صعبة. فالمنتج يحتاج لوقت حتى يجمع نقوده من القنوات. والقنوات تصارع مع شركة الدعاية التي تعاني بدورها من جمع أموالها من المعلنين وهكذا. لذا، فإن دورة رأس المال طويلة إلى حد ما. كما أنني وعدد من الفنانين لم نحصل على باقي أجرنا إلى الآن. لذا، من الصعب على منتج أن يخوض تجربة جديدة قبل جمع أمواله. تركيب الصورة في «كلام على ورق» كان صعباً. والجمهور لم يعتد على الكادر المقلوب في عمل بأكمله؟ هي كانت وجهة نظر المخرج أن حياة الأبطال مائلة. ومحمد سامي مبدع وصورته رائعة. وعندما كنا نتابع مشهداً كان يعجبنا بشكل كبير. ولكن تركيب الصورة على مدار مسلسل بالكامل بالفعل كان صعباً إلى حد كبير. وهذا ما لم ننتبه له كممثلين. وهناك مشاهدون ابتعدوا عن متابعة العمل بسبب هذا الكادر المقلوب، بالرغم أنه كان من أقوى الأعمال المعروضة في رمضان. ولكن سامي عرّفنا على نوع جديد من المشاهد اسمه datch وهي الطريقة التي استخدمها الألمان في تصوير الحرب العالمية الثانية. ولا أعرف سبب استخدامهم لها. هيفاء تعرضت لانتقادات حادة بسبب أدائها، فما رأيك في ذلك؟ هذا تجنٍّ واضح. فدورها كان صعباً جداً وأدّته بحرفية شديدة. والمسلسل شوهد بشكل كبير «اونلاين» وبعد رمضان. وهيفاء تلقت العديد من العروض بعد المسلسل، ما يعني أنها نجحت بشكل لافت. سبق أن عملت مع غادة عبد الرازق والآن مع هيفاء وهبي. والاثنتان كان بينهما بعض النزاعات هذا العام. فما رأيك في هذا وماذا تقول لهما؟ لست ملمّاً بتفاصيل ما حدث. ولكني تعاملت مع كلتيهما وهما رائعتان ولم أر منهما أي شيء سيئ. وعموماً، الصلح بين أي اثنين متخاصمين أمر ضروري. وكيف كان تعاملك مع الفنانة هيفاء وهبي؟ هيفاء إنسانة طيبة جداً وبسيطة إلى أقصى درجة واستمتعت كثيراً بالعمل معها. وكنت منبهراً بأدائها واجتهادها.