لم تر وسائل الإعلامالمصرية في تظاهر الآلافبمختلف محافظات مصرفي الذكرى الرابعة لثورة يناير/كانون الثاني، مرددين "الشعب يريد إسقاط النظام، ويسقط يسقط حكم العسكر"؛ غير محاولات من جماعة الإخوان المسلمين "لإرهاب مصر". هذه القنوات والصحف -التي سخرت كاميراتها لنقل صور عشرات من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي بميدان عبد المنعم رياض المتاخم لميدان التحرير، وكأنهم يمثلون المشهد كله- أفردت ساعات بثهاوصفحاتها الأولى للحديث عن ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ودوره في دعم مصر، أو للحديث عما تصفه بـ"استعادة مصر ريادتها". وتراوحتعناوين الصفحات الأولى بين "تلويث ذكرى ثورة يناير" كما جاءفي صحيفة "اليوم السابع"،و"ثورة الإخوان.. بمب ودخان" كماكتبت صحيفة "الوطن"، أما صحيفة "الأهرام" الحكومية فكان عنوانها "فشل مخطط الإرهابية في ذكرى الثورة"، وأمسكتصحيفة "الشروق"عصا التأييد من منتصفها فكتبت"بالدم.. ثورة يناير تطفئ شمعتها الرابعة". رواية الأمن عناوين أغلب الصحف عكست نظرتها للأمور بعين السلطة، كما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، في استمرار لموجة التحريض، وتخويف المصريين من النزول، التي بدأتها قبيل حلول الذكرى الرابعة للثورة من خلال نشرها "تقارير" عن "مخططات الإخوان لإحراق مصر" على مدار الأيام الماضية. صحيفة الأهرام قالت إن "الغالبية العظمى من الشباب والقوى السياسية تجاهلت دعوات الجماعة الإرهابية بالخروج في مظاهرات ونشر الفوضى والعنف في الشوارع، في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير". وأضافت "سارت الحياة بشكل عادي في القاهرة ومعظم المحافظات، باستثناء بعض المناطق التي حاول أنصار الجماعة المحظورة إثارة الفوضى والفزع والقيام بأعمال قطع الطرق فيها". أما صحيفة الوطن فأبرزت في صدر صفحتها الأولى صورة شخص يبكي أمام سيارة تحترق، وقالت إن الصورة لمواطن بسيط "أحرقت يد الإرهاب مصدر رزقه". واختصرت الصحيفة المشهد كله في "فشل تنظيم الإخوان في إعادة مشهد جمعة الغضب بثورة يناير، وأن التنظيم لجأ في ذكرى الثورة لزرع العبوات الناسفة واستهداف المنشآت العامة والمرافق، بينما التزم المواطنون بيوتهم، تاركين أعضاء الجماعة مكشوفين في مواجهة الأمن". وختمت بقولها إن الشرطة اعتقلت 249 من "مثيري الشغب"، وهو الوصف الذي باتت السلطة تطلقه على معارضيها. الصفحة الأولى لصحيفة اليومالسابع (الجزيرة) بصمة مختلفة صحيفة اليوم السابع كانت لها بصمة مختلفة إلى حد ما، حيث كتبت أن الإخوان "حاولوا الانتقام من المواطنين الذين رفضوا الاستجابة لدعواتها". مضيفة أن "الأهالي أجبروا متظاهري الإخوان وحركة 6 أبريل على الانصراف من أمام نقابة الصحفيين". وتجاهلت الصحيفة الطريقة العنيفة التي فرق بها الأمن والبلطجية التظاهرة، متجاهلة تصريحات مراسلة "بي بي سي" بالقاهرة أورلا جورين، التي أكدت أن قوات أمن بملابس مدنية صوبت عليها السلاح، وطالبتها بالتوقف عن التصوير أثناء تغطيتها الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن ومتظاهرين". وبدورها، حاولت صحيفة الشروق إبراز نوع من التوازن في تغطية الأحداث، فقالت إن مواجهات وقعت بين الأمن ومتظاهرين، وأن مصادر غير رسمية تشير إلى سقوط أكثر من عشرين خلال هذه المواجهات. لكن الصحيفة وصفت الاستجابة لدعوات التظاهر بالمحدودة، وأشارت إلى نجاح قوات الأمن في إبطال زرع العبوات الناسفة في عدد من المؤسسات والمرافق بمحافظات عدة. تكريس الخوف وعلى صعيد الفضائيات، جاء الأداء مكملا لما بدأ منذ انقلاب يوليو/تموز 2013، وكان الإعلامي أحمد موسى متقدما عن غيره، قائلا "إنه ليس حزينًا على من وقعوا قتلى من حاملي السلاح خلال الذكرى الرابعة لثورة يناير". مضيفًا "كنت أتمنى أن يسقط أربعمائة قتيل من حاملي السلاح، وليس السلميين، وأن وعي الشعب أفسد مخطط الجماعة الإرهابية لنشر الفوضى، وأن أغلب المشاركين في التظاهر كانوا من أعضاء حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين". وأوضح أن الشرطة بذلت مجهودًا كبيرًا من أجل تأمين ذكرى ثورة يناير، مطالبا الشعب المصري "بأن ينحني للشرطة والجيش". وكعادته، ظهر الإعلامي توفيق عكاشة كمحلل وعالم بالأسرار، فكشف في برنامجه الذي يقدمه على قناته "الفراعين" عما وصفه بـ"اتفاقبين جماعة الإخوان والمخابرات الأميركية، ودول حلف الناتو، برعاية جهاز الموساد الإسرائيلي، لنشر الفوضى في ذكرى الثورة".