كشفت شركة مايكروسوفت-في مؤتمر خاص الأربعاء الماضيعقدته في مقراتها- عن نظارة جديدة أطلقت عليها اسم "هولولينس"، تتيح للمستخدم التفاعل مع نظام ويندوز بشكل افتراضي عبر تقنية الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد (هولوغرام) دون تواصل فيزيائي مع الحاسوب. فكيف تعمل هذه النظارة وما ميزاتها؟ خلال المؤتمر المذكور قدمت مايكروسوفت نظام "ويندوز 10" على أنه أول منصة تشغيل في العالم لحوسبة الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، وقالت إن النظام الجديد سيدعم تشغيل التطبيقات بتقنية التصوير المجسم "هولوغرام"، مشيرة إلى أن واجهة برمجة التطبيقات "ويندوز هولوغرافيك" ستتيح تطوير تطبيقات تظهر أمام المستخدم بشكل صور مجسمة ثلاثية الأبعاد، مما يخلق طرقا جديدة للتفاعل مع المحتوى. وفي المؤتمر ذاته استعرضت الشركة نظارتها الجديدة "هولولينس"، ووصفتها بأنها أول حاسوب لاسلكي يدعم عرض المجسمات بتقنية "هولوغرام"، ويتيح للمستخدم التفاعل معها. وقد جاءت النظارة بتصميم عصري سلس وبعدسات شفافة تتيح لمرتديها مشاهدة العالم حوله، لكن هذا العالم يتحول مع هذه النظارة إلى صور مجسمة عائمة في الهواء، تتضمن شاشات وهمية على جدار الغرفة وأجسام ثلاثية الأبعاد موزعة في المكان. وقالتإن النموذج الأولي من"هولولينس" يمتلك كافة مواصفات الحاسوب المستقل في بنيته، بمعنى أنه يعمل كجهاز مستقل لا يحتاج إلى أي أجهزة أخرى سواء أكانت حواسيب أو هواتف ذكية، فهو يضم معالجا للرسوميات ومعالجا لتقنية العرض ثلاثي الأبعاد، ومستشعرات لحركة المستخدم، وسماعات مدمجة، مما يتيح للمستخدم رؤية الصور المجسمة وسماعها والتفاعل معها عند ارتداء النظارة. هولولينس تعرض صورا مجسمة يمكن التفاعل معها (رويترز) كيف تعمل لطالما سعت شركات التقنية إلى استحضار المستقبل بمنتجاتها، رغم أن هوليوود سبقت إلى عرض تلك التقنيات في أفلام الخيال العلمي أو على الأقل محاكاة هذه التقنيات، مثل فيلم "ماينوريتي ريبورت" الذي استخدم فيه البطل قفازات ليتفاعل بحركات يديه مع شاشات مجسمة افتراضية تظهر أمامه في الهواء، وقس على ذلك أفلام أخرى مثل "ماتريكس" و"ستار تريك"، وغيرهما. ورغم أن التقنية المتخيلة في تلك الأفلام بعيدة عن التحقق قريباعلى أرض الواقع، لكن شركات مثل فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت تحاول التقريب بين ذلك الخيال والواقع. فنظارة "هولولينس" لا تنتج صورا ثلاثية الأبعاد يمكن لأي شخص موجود في الغرفة رؤيتها،لكنها تُظهر الصور المجسمة لمرتديها فقط. فالشركة لا تحاول نقل المستخدم إلى عالم افتراضي مختلف على غرار ما تحاول نظارة "أوكولوس ريفت" القيام به، لكنها تجلب له صور الحاسوب إلى العالم الحقيقي الذي يعيش فيه، وتجعلها تبدو كأنها مجسمة في المكان، ويظل بمقدورهمشاهدة العالم الحقيقي أمامه،والتجول في المكان والتحدث إلى الآخرين دون القلق من الاصطدام بالجدار مثلا. وتتبع النظارة حركة مرتديها، وتراقب أين ينظر وتحول ما يراه إلى صور مجسمة بإطلاق شعاع ضوئي غير مؤذ نحو العينين. ولأن النظارة تتبع حركة المستخدم سيكون بإمكانه استخدام إشارات اليد للتفاعل مع تلك الصور. وتملك النظارة جملة من المستشعرات التي تتيح تتبع حركة المستخدم بدقة في المكان، واستخدام تلك المعلومات إلى جانب طبقات من الزجاج الملون لخلق صور يمكن التفاعل معها أو معاينتها من زوايا مختلفة. فعلى سبيل المثال، للنظر إلى الجانب الآخرمن دراجة افتراضية في منتصف الغرفةما على مرتدي النظارةسوى التحرك إلى ذلكالجانب. كما تملك النظارة كاميرا تنظر إلى الغرفة كي تميز مواقع الطاولات والمقاعد والأجسام الأخرى في المكان، وتستعمل تلك المعلومات لعرض صور ثلاثية الأبعاد فوق أو بجانب تلك الأجسام. وبحسب مايكروسوفت، فإن نظارتها الجديدة ستتيح لمستخدميها استعمال عدد كبير من التطبيقات المخصصة لنظام "ويندوز 10" على شكل صور مجسمة مثل تطبيق المحادثات "سكايب" وتطبيق البريد الإلكتروني "أوتلوك" وحزمة التطبيقات المكتبية "أوفيس".