كان المصاب كبيرا، فجاءت ردة الفعل مشابهة له. تأبين لا مثيل له وسرادق عزاء في كل اتجاه، والكثير الكثير من الحزن والدموع، وخلال اليومين الماضيين غرقت مواقع التواصل الاجتماعي في سيل من المشاعر الفياضة تجاه فقيد الأمة وحبيب شعبه. تويتر، فيس بوك، واتساب، انستجرام، باث وغيرها، كلها صارت عبدالله، صورا، أشعارا، وداعا ، مراثي، نحيبا. رجل بحجم دولة كعبدالله بن عبدالعزيز حين يرحل، يتوقف العالم ويصطف الجميع وترتص الدهشة ويبقى الحزن هو سيد المشهد ومولاه، وحين فُجع السعوديون بوالدهم شاركهم العالم هذا، وكُتب أكثر من ثلاثة ملايين تغريدة على تويتر، عُبر فيها عن الحزن المتراكم والفقد الكبير. تحول تويتر إلى دفتر عزاء شارك فيه ملايين البشر، وأصبح ورشة عمل إعلامية تتابع أخبار الملك المحبوب الذي لقي ربه، وأخبار الملك الجديد وعملية انتقال السلطة السلسة، وخرج للمغردين أكثر من ٣٥ هاشتاقا يتابع الحدث، أبرزها هو #وفاة_الملك_عبدالله، وتجاوزت فيه التغريدات حاجز 2,452,569 تغريدة، بحسب إحصاءات قدمها هاشتاق السعودية. وما زال تويتر وواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى تفيض يوميا بكم هائل من المشاركات يغلب عليها الأسى والفقد وتهجو الرحيل بصدق، فلا أحد مجبر على قول ما لا يشعر به، هي ليست منصات رسمية للبروتوكول والمجاملات، إنها جدران للشخبطة والتعبير، ولعل الشعب السعودي قدم للعالم درسا من دروس الحب الوفاء، كان قد تعلمه من قائده ووالده عبدالله، وسيظل يقدم.