×
محافظة المنطقة الشرقية

(السفاح): هل يوجد في الخليج لاعب بمثل إمكانياتي؟

صورة الخبر

يستطيع المتأمل في معاني وعواطف قصائد الثناء على الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- عند الشعراء السعوديين أن يلحظ فروقا في الأسباب والبواعث بين قصيدة المدح عند هؤلاء وقصيدة المدح في الشعر العربي القديم، ذلك أن قصيدة مدح الملك عبدالله –رحمه الله- صارت ممزوجة بالحب النابع من الوجدان والشعور بقرب الممدوح، فضلا عن كونها قصائد وطنية؛ لأنها في الغالب تستحضرُ بإيمان كامل إيجابيات مآل الأحوال في عهده –رحمه الله- وتستحضر الصفات الإنسانية للممدوح بوصفه إنسانا صادقا مخلصا، وأبا حانيا، لا بوصفه حاكما وحسب، ما يجعل القول بأن قصائد الثناء في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- لا تهدفُ إلى الكسب المادي قولا مرجوحا، وينفي عنها أن تكون كقصيدة المدح العربية القصدية التي يهدف الشاعر منها إلى ما بعدها من العطاء، أو المنصب، أو الحظوة. ويأتي التعبير عن الحب ممتزجا بالشكر والامتنان، وتظهر معاني التواضع والبركة والخير والإشفاق على الشعب والحب المتبادل والزهد فضلا عن دخول ألفاظ جديدة إلى المعجم المدحي، مثل الطمأنينة والضياء والصفاء والاخضرار والأمل والسلام، لتصبح القصيدة المدحية موسومة بالعاطفة، ودالة على شعورٍ خفي لدى الشاعر، بأنه قريب من الممدوح. وللتدليل على الرؤية السابقة نقف أمام نموذجين شعريين، أحدهما كان عند مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – والآخر ألقي بين يديه، ليتضح اختلاف المعاني وتظهر عاطفة الحب الجارفة. وقد كانت أوائل القصائد التي تتضمن معاني المبايعة تحوي الاستبشار بعهد يسوده الرخاء، ويعمه الخير، وهو ما كان ومن ذلك قصيدة عنوانها: "البيعة"، للشاعر محمد علي العمري. يقول منها: يسري ضياؤك في روحي فيطربها وفي دمي بك يجري الحب حيث جرى أرى بوجهك نورا يطمئن به قلب يراه، وعزا يملأ البصرا ليست خيالات أشعار أزخرفها هذا هو الحق واسأل كل من حضرا وجه كسته بتقوى الله راسخة عقيدة تفقه الآيات والسورا بهن سميت باسم الله مبتدئا من مكة المُلْكَ لا كِبراً ولا بطرا بِها تواضعت للرحمن مطّرحا بهارج المُلْكِ والألقاب والأشِرا وفي قصيدة ألقاها الشاعرُ نفسُه، أمام الملك عبدالله، سنة 1427، في أثناء زيارته إلى منطقة عسير، يمدحه بالزهد في الدنيا، والقرب من الفقراء والأيتام، والتقوى التي تجعله يبكي من خشية الله. ثم يبشره بالنصر والتمكين؛ لأن الله رآه على تلك السجايا. يقول: فلقد رآك الله فيها زاهداً تحيا حياة العابد الأواه ولقدْ رآك الله تبكي رحمة بين اليتامى، والدموع رواهي ولَقد رآك الله خضّاعاً له تحمي حماه: أوامرا ونواهي ما دام خوف الله فيك سجية فلأنت منتصر بإذن الله إن تعميم القول بأن قصائد مدح الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عند الشعراء السعوديين نتيجة مباشرة لحب الشخصية والإعجاب بها، تعميم ممكن من خلال المعاني، ومن خلال الصدق الذي اتسمت به هذه القصائد، بما يوازي الصدق والشفافية اللذين اتصفت بهما شخصية الملك الراحل، رحمه الله تعالى.