رفضت الخرطوم أمس، اتهامها في تقرير دولي بقصف مستشفى في ولاية جنوب كردفان المضطربة واعتبرت الأمر «دعايةً سوداء من جهات دأبت على إطلاق مزاعم بحق السودان كلما أحرز الجيش تقدماً على المتمردين»، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن إقليم دارفور قد يصبح مرتعاً لمن وصفتهم بـ «المتشددين الإسلاميين» مع احتدام العنف هناك. وقال تقرير للجنة الأمم المتحدة للخبراء في شأن السودان، إن حدود دارفور مليئة بالثغرات والتمازج القبلي عبر الحدود مع دول الجوار في أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي والنيجر، ما يمكن أن يخلق ظروفاً مواتية لتسلل المسلحين الإسلاميين. وحمّل التقرير جماعات مسلحة لم يحددها مسؤوليـة تــدهور الوضع الأمني في ليبيا والساحل والشرق الأوسط، معرباً عن مخاوف في شأن معلومات عن دعم الخرطوم لمتشددين في ليبيا. وأشار الخبراء إلى أن الغارات الجوية التي يشنها الجيش السوداني قلّت في الآونة الأخيرة، لكنهم أشاورا إلى «نمط من الاستهداف المتعمد أو الهجمات العشوائية على المدنيين الموالين في شكل فعلي أو مشتبَه لجماعات المعارضة المسلحة»، إضافة إلى هجمات متفرقة من قبل قوات المتمردين على جماعات يُعتقد أنها موالية للحكومة. وأشار التقرير إلى تدمير 3324 قرية في دافور خلال 5 أشهر، استناداً إلى مسح أجرته السلطة الإقليمية في الإقليم المضطرب في الفترة الممتدة من كانون الأول (ديسمبر) 2013 حتى نيسان (أبريل) 2014. ولفت التقرير أيضاً إلى تزايد أعداد النازحين في دارفور. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو نصف مليون شخص باتوا من دون مأوى في الإقليم العام الماضي. ورفضت الخرطوم اتهامات من منظمة «أطباء بلا حدود» بتعرض مستشفى تابع لها في جنوب كردفان إلى قصف جوي من قبل الجيش السوداني الثلثاء الماضي. وذكر بيان للمنظمة التي أعلنت عن تعليق نشاطها الطبي والإنساني في المنطقة، أن طائرة تابعة لسلاح الجو السوداني ألقت 13 قنبلة تفجرت منها 2 داخل المستشفى الواقع في قرية فاراندالا في جنوب كردفان، التي يسيطر عليها متمردو «الحركة الشعبية – الشمال»، ما أدى إلى إصابة أحد المرضى وأحد العاملين بالمستشفى الذي يضم حوالى 150 مريضاً. واتهمت «أطباء بلا حدود» الجيش السوداني بتعمد قصف المستشفى للمرة الثانية منذ حزيران (يونيو) الماضي في إطار «سياسة الترويع». ودان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان القصف، معرباً عن قلقه الشديد. ورأى أن «استهداف المرافق الطبية يشكّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني». في المقابل، نفى مسؤول في الرئاسة السودانية قصف المستشفى من جانب القوات الحكومية. وقال لـ «الحياة» إن منظمات أجنبية تدعم المتمردين دأبت على إطلاق مزاعم بحق الخرطوم كلما أحرزت قواتها تقدماً عسكرياً ضد المتمردين، موضحاً أن الجيش حقق انتصارات باهرة خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أن هناك جهات خارجية تملك مصلحة في استمرار اضطراب الأوضاع في المنطقة. في سياق آخر، أعلنت مفوضية الانتخابات السودانية اعتماد 9 مرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل. وبات الطريق ممهداً أمام الرئيس عمر البشير للفوز بولاية رئاسية جديدة، حيث ينافسه ثمانية مرشحين مغمورين حظوظهم شبه معدومة، إذ لا تقف خلفهم أحزاب ذات وزن على الساحة السياسية في البلاد. وبعد إقفال باب الترشيح، اعتمدت المفوضية ترشّح كل من عمر البشير عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وفاطمة عبدالمحمود عن الاتحاد الاشتراكي السودانـــي الديمـــوقـــراطي، وفضل السيد عيسى شعيب عن حزب الحقيقة الفيديرالي، وعبدالمحمود عبدالجبار رحمة الله عن اتحاد قوى الأمة، ومحمد الحسن عن حزب الإصلاح الوطني، وياسر يحيى صالح عن حزب العدالة، و3 مستقلين هم خيري بخيت خضر، وحمدي حسن أحمد، وأسد النيل عادل ياسين حاج الصافي.