(إفي): عادة ما تسلط الأضواء في البطولات الكبرى على أرض الملعب، حيث يعرق النجوم من أجل تحقيق أحلامهم سواء عبر تسجيل النقاط أو إحراز الأهداف، وهي قاعدة لا تخرج عنها بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد المقامة حاليا بقطر. وربما هذا هو سبب إصابة المسؤولة عن المتطوعين بصالة علي بن حمد بنادي السد بالدهشة، عندما طلبت منها وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) إجراء بعض الحوارات مع من يعملون في البطولة، باعتبارهم نجوما حقيقيين. كان الرد في البداية هو الرفض -كما كان الحال مع رجال الأمن في البطولة الذين رفضوا التحدث على اختلاف جنسياتهم- ثم طلب وقت لاستشارة القائمين على اللجنة المنظمة، واستغرق منها توفير ثلاثة من المتطوعين أربعة أيام، كانت (إفي) فيها قد تمكنت بالفعل من التعرف على آراء بعضهم فضلا عن موظفين بطريقة مباشرة، وليس عن طريق جهاز اللاسلكي الذي يستخدمه عبد الكريم في عمله أكثر مما يتحدث بصورة مباشرة. وعبد الكريم هو صومالي يعمل مديرا للمواصلات بصالة دحيل، حيث يوضح طبيعة عمله: تسهيل انتقال اللاعبين والإعلاميين والمتطوعين، والجماهير بشكل عام، قبل أن يوضح تقييمه لذلك العمل أعتقد أن البطولة تمضي على خير لأننا بذلنا مجهودا كبيرا. نتدرب منذ عام، وقمنا بنفس العمل في بطولات أخرى. ويضيف نحن في خدمة البطولة وقطر، وهو عملنا قبل كل شيء، لكننا نسعد بشعور الجميع بالراحة. أنا مولود في قطر، وليس لدي جنسية، لكنني أعتبر نفسي قطريا والحمد لله. فلا يوجد فارق، رغم أنني أعتقد أن ابن البلد يقدم لها أكثر من الأجنبي، لكن الأجانب متطوعين وموظفين يقدمون لنا يد المساعدة. ويستبعد عبد الكريم ما يثار عن وفاة عمال أجانب في أعمال الاستادات الخاصة بكأس العالم 2022 لا أجزم بموت عمال أجانب، لكنني لا أعتقد حدوث ذلك لأن هنا تتم مراعاة حقوق الجميع والسهر عليها. مضيفا قطر رائدة الآن في مختلف الرياضات، وأنا أعتقد أنها قادرة على تنظيم أكثر من كأس عالم. وإذا كان هذا هو رأي الصومالي عبد الكريم، فإن اللبنانية آية نائبة مدير المواصلات بأحد فنادق البطولة ترى ما هو أكثر من ذلك أعتقد أن قطر قادرة على إبهار العالم بحلول 2022 وأعتقد أن حفل افتتاح مونديال اليد الجاري دليل على ذلك من حيث براعة الأفكار وإدارة التنظيم، ومطابقة الملاعب للمواصفات العالمية. وتقول آية عن انضمامها للعمل في المونديال تقدمت عن طريق موقع إلكتروني. تدربنا لنحو ثلاثة أسابيع قبل البطولة، وكان تدريبا شاملا يغطي جميع ما قد يطرأ سواء لنا أو للسائقين. من دربونا كان فيهم قطريون وأجانب، وهم من يديرون العملية الآن. وتتحدث السيدة (25 عاما) والأم لطفل عن مزايا عملها المؤقت نوبة العمل ثمان ساعات. نواب المديرين لديهم غرف بالفنادق فضلا عن وجبات مجانية. وقعت عقدا لفترة البطولة، ولا يوجد تعارض مع عملي في إحدى شركات الأغذية حيث تم الاتفاق مع مديري على إجازة. وتؤكد أن البطولة قد تصنع فارقا في حياة بعض من يشاركون بالعمل فيها أعتقد أن مجرد قيام المتطوعين بالتخلي عما يفعلونه للتركيز على كرة اليد حتى ولو كانت خارج نطاق هواياتهم لهو دليل على ذلك، وعلى أن الحملة التسويقية للبطولة كانت قوية جدا. مع المتطوعين كانت المهمة صعبة. نسأل إحدى من يزودننا بقوائم المنتخبات قبل وبعد وبين شوطي المباريات، فتقول إنها سورية وتهرب خجلة متعللة بأنها ستحضر زميلة أخرى. تأتي الزميلة وتطلب ألا نصرح باسمها في المقال. تقول الشابة أنا من مصر، وليست هذه تجربتي الأولى فقد سبقت لي المشاركة في بطولة لكرة اليد أقيمت قبل بضعة أشهر هنا في قطر. وتوضح دوامنا يعتمد على عدد المباريات في اليوم. لا توجد مشكلات في العمل، سوى اختلاط أوراق المباريات. ونحن نتناول وجباتنا هنا، وهناك متطوعون احتياطيون في حالة تغيبنا لأي عذر، فضلا عن حافلات أو بدل مواصلات ورواتب سنتلقاها بعد البطولة، وشهادات تقدير للمشاركة. وتكشف الشابة عن سبب اختيارها للعمل في المركز الإعلامي كنا نختار الصالة وموقعنا فيها. أنا مقيمة في قطر مع عائلتي، لكنني طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة. لذا اخترت الموقع القريب من دراستي، على العكس من مواطنها أحمد محروس (27 عاما) الذي اختار ما هو قريب من هوايته. يقول مضت علي أكثر من ثلاث سنوات في قطر. أنا محام، ومنذ وقت طويل وأنا أعمل بشكل تطوعي. ومهتم أكثر بوسائل الإعلام، ولذلك اخترت المركز الإعلامي. ويضيف أحد الثلاثة الذين رشحتهم اللجنة المنظمة للتحدث إلى الوكالة العمل التطوعي أكثر تنوعا ووفرة في مصر، وإن كان بدأ يزيد في قطر في الفترة الأخيرة. ويدافع محروس بشدة عن حق قطر في تنظيم مونديال كرة القدم، رافضا كل الانتقادات القطريون والمقيمون هنا يعملون في الصيف أيضا. ذلك ليس عذرا. وأعتقد أن بعض الملاعب سيتم تفكيكه ومنحه لدول أفقر، وذلك لا يمثل عقبة. أما لو كان السبب اختلاف التقاليد، فنحن نحترم عادات الآخرين وهم عليهم احترام عاداتنا أيضا. وليس الجميع أجانب، فهناك القطري عبد الله مدير المواصلات في ثلاثة فنادق. يقول: سبقت لي المشاركة في عدة بطولات، وبدأنا التدرب مع الجدد قبل المونديال وكان التجاوب رائعا في البروفة التي سبقت البطولة. وهناك سببان يدعوان عبد الله للشعور بالسعادة أنا فخور للغاية بالشكل الذي تمضي عليه البطولة، يزيد على ذلك الأداء المتميز للمنتخب، وأعتقد أن كل تعبنا ومجهودنا سينسى إذا ما بلغ العنابي مباراة النهائي. ويتطرق الشاب القطري إلى ردود الفعل التي لمسها الوفد الألماني أكد لي أنها أول زيارة لهم لإحدى الدول العربية، ويؤكدون أن فكرتهم عن الدول العربية اختلفت تماما، وكانوا راضين تماما عن العملية التنظيمية.. نعمل هنا مع جنسيات عربية مختلفة، فهي بطولة كل العرب وأشكر الجميع على امتياز أدائهم على اختلاف مهامهم وجنسياتهم.. أثق بنجاح قطر في 2022. أما المصري محمد مسؤول قسم الإقامة بأحد الفنادق الكبرى فيقول فندقنا لا يقيم به سوى فريق واحد (المنتخب المضيف). وصلت قطر قبل ثلاثة أشهر فقط، بعدما درست التربية الرياضية في الأسكندرية. ويحلم محمد بالمزيد عقب البطولة لا أعرف.. أتمنى أن يكون عملي بقدر كبير من المسئولية مفتاحا لما هو آت. الأولوية الأولى بالنسبة لقطر هي الرياضة حاليا. قارنت بين عدة فنادق، والتنظيم والإدارة لا يتغيران. لذا أثق بنجاح قطر في 2022 رغم اختلاف عدد المنتخبات. فمن 24 منتخبا إلى 32 لن تختلف الأمور كثيرا. وكان المصري أحمد شفيق والتونسية بلقيس هما آخر من رشحته اللجنة. يقول الشاب أنا مقيم في قطر، وعرفت عن إمكانية التطوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. اخترت المركز الإعلامي للتواصل مع الناس، وأنا طالب بكلية الهندسة بجامعة قطر. البطولة مكسب كبير لقطر. أما بلقيس فتقول عمري 19 عاما، ومضت علي ثلاث سنوات في قطر. تدربت مرتين فقط قبل البطولة، ربما لأنني التحقت بهم متأخرة.. اختاروا لي العمل في المركز الإعلامي، وأنا اخترت غرفة المؤتمرات من أجل الاقتراب من النجوم، حيث يتوجه إليها المدربان ولاعبان عقب المباريات. سأسعد بتكرار التجربة في المستقبل.