رد البيت الأبيض الأميركي بقوة على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي اتهم فيها واشنطن بترديد الأكاذيب، وقال نائب المتحدث باسمه جوش إيرنست، إن العالم كله يعرف من كذب على شعبه، ومن استمرأ الكذب على المجتمع الدولي، وأنكر امتلاك بلاده لأسلحة كيماوية، وعاد بعد فترة واعترف بها تحت ضغط التهديد بضربة عسكرية، ردا على استخدامه لتلك الأسلحة الفتاكة ضد شعبه، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص. وأضاف "الرئيس السوري فقد توازنه، ويبدو أن اضطراره لفقدان ترسانته الكيماوية التي أنفق في سبيل الحصول عليها مليارات الدولارات جعله يهذي بتناقضاته المثيرة للسخرية". وكان الأسد قد قال في حوار مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية ردا على سؤال حول تحميل واشنطن حكومته مسؤولية هجوم الغوطة الشرقية في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يملك أي دليل ولو ضئيل على استخدام بلاده للأسلحة الكيميائية. وقال إن أوباما ليس لديه ما يقدمه سوى "أكاذيب" وقارن موقف واشنطن بموقف الروس، الذين يعدّهم أصدقاء حقيقيين، مضيفا إن الروس يفهمون حقيقة ما يجري في سورية بشكل أفضل، وأنهم أكثر استقلالية من الأوروبيين الذين يميلون كثيرا نحو الولايات المتحدة. وأضاف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازم أكثر من أي وقت مضى على دعم سورية؛ لأنه يعرف من خلال محاربته للإرهاب في الشيشان حقيقة ما تواجهه سورية على أراضيها. وأضاف أنه لن يتفاوض مع المعارضة المسلحة في مؤتمر جنيف2 المزمع إقامته منتصف الشهر المقبل، إلا بعد تخليها عن أسلحتها. وهو ما دفع المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لتجديد موقفه بعدم الجلوس على مائدة التفاوض في المؤتمر إلا على أساس رحيل الأسد، داعيا إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة بين فصائل المعارضة المسلحة. كما شدَّد على تمسكه بما وصفه بمرجعية الائتلاف السياسية. جاء ذلك عقب لقاء جمع قادة الحر برئيس ائتلاف المعارضة أحمد الجربا. إلى ذلك، انتقدت مصادر في المعارضة السورية قرار حكومة الأسد بزيادة رسوم دفن الموتى، عقب قرار رفع سعر لتر البنزين الواحد إلى 100 ليرة. وقال المعارض السوري وليد البني في تصريحات صحفية، إن مجلس محافظة دمشق أعد قرارا برفع رسوم مكتب دفن الموتى؛ وذلك لزيادة إيراداته. مشيرا إلى أن عملية تشييع ودفن شخص واحد، إضافة إلى إقامة مجلس عزاء والحصول على قبر تصل تكاليفها إلى 6 آلاف دولار وهو مبلغ ضخم جدا في ظل الوضع الاقتصادي السيئ. وأضاف "يبدو أن نظام الأسد بعد أن بخل على مواطنيه بحياة مثل بقية البشر، فإنه يستكثر عليهم حتى الحصول على قبر بعد وفاتهم". في سياق منفصل، حذر محللون سياسيون من مخطط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارا باسم "داعش" لإقامة دولة إسلامية على الحدود السورية مع تركيا والعراق.