أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عن بالغ حزنه وأساه لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، معتبراً أنه فقد برحيله رفيق درب تقاسم وإياه الأعباء والمسؤوليات. وقال سمو الأمير عقب عودته من تقديم واجب العزاء «لقد فقد العالم رجلا عظيما كما فقدت الأمتين العربية والإسلامية أحد قاداتها البارزين كرس جل حياته لخدمة وطنه وشعبه وأمتيه العربية والاسلامية، وسخر جهده لتعزيز التضامن العربي والاسلامي والسعي للحفاظ على وحدة الصف والكلمة ونبذ الخلاف والفرقة والتطرف، فكان صرحا شامخا متحليا دائما بالحكمة والحنكة وسداد الرأي في معالجة الأزمات التي واجهتها الأمتان العربية والإسلامية والدفاع عنها، فلم تكن جهوده قاصرة على أبناء وطنه ولكنه سخرها لخدمة العرب والمسلمين بما عرف عنه من حب الخير والنخوة والمؤازرة والمشاركة الفعالة في معالجة الكثير من القضايا الدولية والانسانية وقيامه بدوره المشهود في الدعوة الى حوار الحضارات الهادفة الى اشاعة السلام والتعايش بين الأمم والشعوب». وأكد سموه ان دولة الكويت قيادة وشعبا والتي آلمها هذا المصاب الجلل لتستذكر بكل الفخر والاعتزاز مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المشرفة تجاهها ووقفتهما التاريخية الشجاعة، التي لن تنسى أبدا إبان فترة الاحتلال العراقي، وما أظهرته المملكة العربية السعودية وشعبها الكريم من محبة للكويت وشعبها باحتضانها ورعايتها للمواطنين الكويتيين في بلدهم الثاني وتسخير كافة امكانياتها للمساهمة في تحرير الكويت. ونوه سموه بما شهدته المملكة في عهده الزاهر من نهضة ونمو وازدهار جعلها تتبوأ ما تستحقه من مكانة مرموقة جعلتها في مصاف الدول المتقدمة، مثمنا ما قدمه الملك عبدالله من خدمات جليلة للاسلام والمسلمين، وعلى رأس ذلك مشاريع التوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين، والتي يسرت على المسلمين أداء مناسك الحج والعمرة بكل راحة ويسر. وأضاف «اننا ونحن ونستذكر جزءا من هذه المآثر الحميدة والسجايا الرفيعة للفقيد، فاننا لا نملك الا الدعاء الى الباري جل وعلا بأن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه عن وطنه وشعبه والأمتين العربية والاسلامية خير الجزاء، كما نسأل المولى تبارك وتعالى أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بعونه وتوفيقه، لمواصلة مسيرة الخير والعطاء والنماء والازدهار للملكة، وان يديم عليه موفور الصحة والعافية. واعتبر سموه أن العالم قد فقد برحيله أحد رجالاته العظام، كما فقدت المملكة العربية السعودية الشقيقة والاسرة الخليجية والامتين العربية والاسلامية قائدا بارزا ورمزا شامخا، كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه وقضايا وطنه وأمتيه العربية والاسلامية. وكان نموذجا للحكمة والحنكة والاخلاص. وأكد سموه انه فقد أخاً عزيزاً وصديقاً قريبا ورفيق درب تقاسم معه الأعباء والمسؤوليات، مشيدا بما حققته المملكة العربية السعودية في عهده من نهضة شاملة جعلتها في مصاف الدول المتقدمة.