أهلٌ للثقة أنت! وأهلٌ للفرح هذا الوطن! عطاشا للذهب محتاجون للفرح نحن! نستحق أن نكون أفضل ويستحق بلدنا أن يستعيد مجداً آسيوياً بأيدينا أضعناه! خروجنا كان متوقعاً ولكن خيبتنا كانت كبيرة! عاد ناصر فناقض تصريحك بشأنه رئيس الاتحاد فكانت خبطة (إعلامية)! اختلف المهاجمان فنقل (الإعلام) الخبر فاشتعلت مواقع التواصل! هزم المنتخب بالافتتاح فاشتعلت الساحة (الإعلامية) بوقود الميول وأسماء التشكيلة! أختلف مع كل من يقول لا تحملوا (الإعلام) المسئولية بل أراه (حجر الزاوية) في كل خيباتنا المتتالية! )) بعض إعلامنا يا سمو الرئيس هزم اللاعبين ونشر التعصب وزرع الفرقة! شخصياً كنت ولا أزال أعتبرك الرجل الرياضي (المحنك) بل أظنك جازماً (عرّاب) المرحلة الجديدة للأخضر! )) سمو الرئيس بالأمس القريب قطعاً لمست حجم (الخيبة) في الشارع الرياضي بعد خسارة الخليج في بلدنا! ثم رأيت جمال (الفرحة) وهي تنتشر في الشارع وفي وسائل التواصل بعد فقط فوزنا على كوريا! وحتماً رأيت حجم (الدهشة) و(الذهول) المقرونان بحزن عميق بعد خروجنا من آسيا! وكل هذا التذبذب بالمشاعر الذي عشته كمسئول لا أشك أنك عايشته كمشجع في السنوات القليلة الماضية! اختلف المحللون وتباينت وجهات النظر وضج الفضاء عن ماهية السبب ومن هو المتسبب ولكني أعتقد جازماً أن ذلك كله سيتلاشى مع انطلاق صافرة الحكم في استئناف الدوري المحلي! وسيعاود الجميع ممارسة الهواية المحببة (التعصب) التي يرسخها إعلامٌ ملون ويسوق لها برامج تجارية وتدفع ثمنها رياضة وطن! )) لست بصدد ذكر الأسباب وسرد المسببات وطرق العلاج فأنا أثق أنك خير من يحمل (مشرط) الجراح ويضع يده على الجرح! وإنك قطعاً درست الوضع ووضعت الحلول ولكني فقط أرغب أن أوصل لك رسالةً مهمة أتمنى ألا تغيب عن ذهنك! وهي أن نسبة الشباب في السعودية قاربت 60% أو تزيد! جُل هؤلاء الشباب يتنفسون الرياضة وخاصةً كرة القدم! ولكنهم يرون ألا أحد يهمه استثمار هذه الصناعة أو توظيف هذه الرسالة! بل يرون تجاوز (البعض) ذلك إلى أن استثمر ذلك بشكل سيئ وبطريقة فجة! قلِّب صفحات الرياضة بالصحف ثم مر على أغلب البرامج التي ملأت الأثير وغصّت بها الشاشات! ستجد تعصباً ينشر وبذاءة تُذاع وتشكيكاً يزرع وأقذع الألفاظ رائجةٌ هناك! حتى بات المتابع المنصف يعتقد أن من معايير النجاح في هذا الوسط أن تُصمِت مبادئك وتتنكر لأخلاقك وتتجاوز حتى على تربيتك! كل ما عليك لتكون نجم الشاشة والضيف الدائم لكل برنامج هناك! أن تردح نهاراً في حسابك في تويتر تبادل الشتائم وتمارس التعصب وتنشر الكذب لتحل ضيفاً في المساء على أحد البرامج تُنظِر عن الأخلاق الرياضية وتشرح عن كيفية التنافس الشريف! تسمع كل هذا الضجيج الذي يسبق منافساتنا ويعقب مبارياتنا فتتخيل أن عرش القارة قد أصبح ملكاً حصرياً لمنتخبنا وأن أنديتنا تتناوب الحصول على كأس القارة بشكل دوري! ثم تتفاجأ أن منتخبنا ما زال يتراجع تصنيفه عالمياً وأنديتنا تتناوب الخروج المر من أدوار البطولة القارية! صناعةٌ كهذه يجب أن تُستثمر ورسالةٌ كتلك التي تحملها الرياضة لا بد أن تُوظف! وإلا فنحن موعودون بمزيد من الخيبات الرياضية وبجيلٍ رياضيٍ قادم من شبابنا يقتات على التعصب ويروج للكذب ويستمتع بالخيبة على أن يكون صوته عالياً مهما كان نشازه هي مهمةٌ صعبة ولكنها ليست مستحيلة! متفاءلٌ بكم سمو الرئيس العام لرعاية الشباب أن تلتفت لها وتوليها ما تستحق! وقد قيل الصراخ في الحديث أحياناً لا يعني التمرد بقدر ما يعني «أرجوك افهمني»!! وهاهم يصرخون في كل وسطٍ إعلامي وكأنهم يتوسلون: أرجوكم افهمونا نحن خطرٌ لا يهدد رياضتكم فحسب بل حتى وعي أجيالكم القادمة! فهل من مستجيب يا سمو الرئيس؟! د. محمد الناصر @M7mdal_nassar