قبل مدة استبعد الاتحاد السعودي لكرة القدم المدرب ريكارد الذي أخفق في تصفيات كأس العالم مع المنتخب السعودي، واستمر نحو سنتين، ودُفع له ملايين الريالات، ثم جاء بعده لوبيز، الذي كان مستشاراً فنياً، وأُسند له تدريب المنتخب، الذي استمر نحو 4 سنوات، وأخفق في تدريب المنتخب السعودي في دورة الخليج العربي؛ ما أدى إلى عدم حصول المنتخب على كأس دورة الخليج. وقبل فترة تم التعاقد مع المدرب كوزمين، الذي كان يدرب أحد الفرق في الإمارات العربية المتحدة، لمدة شهر، ومن قبل كان يدرب في نادي الهلال، فهل يستطيع أن يدرب المنتخب في مدة شهر واحد؟ ولو أننا استعرناه بالشحاذة فمتى كان المنتخب يستعير المدربين بالشحاذة؟ هل لدينا قلة إمكانات مادية أم أن الموضوع يدخل في سوء إدارة الاتحاد السعودي الذي دائماً يتخبط في مثل هذه الأمور؟ وقد خاض المنتخب المباراة الأولى مع الصين في أستراليا، وهُزم المنتخب السعودي بهدف، وبعد هذه الهزيمة هل ستكون المملكة على رأس المجموعة؟ وهل يستطيع المدرب التعرف على مهارات لاعبي المنتخب السعودي في هذه الفترة البسيطة؟ إن المشاهدات الأولية لعملية تدريب كوزمين للمنتخب توضح أنه قد ركز على اللياقة البدنية، وليس على الخطط في الملعب والتعرف على أوضاع اللاعبين ومهاراتهم التي يتمتعون بها، وهو لا يعرف مهارات وفنيات أغلبهم، فهل الأنسب التعاقد مع مدرب قبل شهر من بدء البطولة؟ فهو لا يعرف عن لاعبي المنتخب أية معلومة، وكل معلوماته تتعلق بلاعبي نادي الهلال، وهم قلة في المنتخب، قبل خمس سنوات تقريباً. كان من الأجدى استقدام مدرب يحل محل ريكارد ولوبيز قبل بدء دورة الخليج بفترة طويلة، طالما أن ريكارد ولوبيز أخفقا في تدريب المنتخب السعودي؛ حتى يستمر مع المنتخب، ويكمل المسيرة في دورة كأس آسيا. ولا شك أن الدولة - أعزها الله - لا تبخل على الرياضة والرياضيين، وتنفق الملايين من أجل تنمية الرياضة والشباب، وتهتم بالتدريب من أجل دفع اسم مملكتنا الحبيبة عالياً، وهذا ما أوصى به حكيم العرب قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين سمو رئيس رعاية الشباب عند تعيينه بأنه يهتم بالرياضة والرياضيين، خاصة كرة القدم. والمملكة التي تعتبر قارة في مساحتها تمتلك الكثير من الطاقات والمهارات من اللاعبين الشباب الذين ينتظرون من يصقلهم ويضعهم في قالب المنتخب؛ إذ يوجد لدينا أكثر من (160) نادياً في أرجاء المملكة. نحن بحاجة إلى شباب يملكون الحيوية والنشاط من أجل إلحاقهم بصفوف المنتخب السعودي، فهل يعجز الاتحاد السعودي لكرة القدم عن تحقيق ذلك وهذا هو الواقع بدلاً من الاعتماد على لاعبين تجاوزت أعمارهم الثلاثين سنة؟ فالوقت كان غير كافٍ لكوزمين، وسوف يعود إلى فريقه الأصلي بالإمارات بعد أن دفعنا الملايين من الريالات؛ لكي يقوم بالتعرف على مهارات اللاعبين وتطوير قدراتهم وتحديد البدلاء في حالة حدوث أي طارئ لأحد اللاعبين - لا قدر الله - ووضع الخطط التي تتناسب مع فريق المنتخب، ولكن ثبت أنه غير قادر على ذلك، بدليل أنه أخّر نزول السهلاوي ويحيى الشهري وتيسير الجاسم إلى الدقائق الأخيرة، وكان وجودهم مثل عدمه، وحصل ذلك في مباراتَيْ الصين وأوزباكستان. وهذا ما يفعله معظم المدربين للاستفادة من كل لاعب في المكان المناسب، ووضع الخطط للتحكم في الملعب، بعد أن يقضي معهم ردحاً من الزمن. كما يجب أن يكون هناك مدرب خاص لحراس المرمى مع المنتخب. وكان الواجب على أي مدرب التعرف على كل ما لدى اللاعبين من مهارات ولياقة بدنية وحالة نفسية وفنية؛ لكي يفوز في مباريات هذه الدورة من أجل أن يرفعوا رأس المملكة عالياً. والحقيقة أن التدريب لا يأتي بين يوم وليلة، وإنما هو مبني على دراسة لكل لاعب، وأيضاً دراسة لاعبي الفرق الأخرى قبل كل مباراة، ومراعاة ظروف كل لاعب في الفريق، ووضع المفاجآت للفرق الأخرى في الوقت المناسب؛ حتى يحصل الفريق على النصر والفوز.. ولم يعد التدريب مجرد لياقة بدنية وتمارين بدنية وتمارين بالكرة، ولكنه تخطيط وتنظيم وترتيب في الملعب للسيطرة على الكرة، والوصول بها إلى مرمى شباك الفريق الآخر؛ لذا فكوزمين لم يصل لذلك من خلال تدريبه للمنتخب في هذه الفترة القصيرة. وهذا ما رأيناه وشاهدناه في مباراتَيْ المنتخب السعودي (مع الصين وأوزبكستان) من تخبطه في خططه مع الفريق السعودي، وإصراره على خططه.. ولكن نأمل بأن يستفيد الاتحاد السعودي لكرة القدم من هذه الأخطاء التي يعرفها رجل الشارع الرياضي، فما بالك بالمسؤولين.