قليلٌ هم من صنعوا التاريخ ونادرون هم مَن يحفرون أسماءهم في قلوب وعقول شعوبهم حتى يبدون وكأنهم شمسا تسطع كل صباح ونجوما تضيء كل مساء. الأخبار والكلمات والصور تترى من جميع المحطات والقنوات المحلية والعربية والعالمية منذ أعلن الديوان الملكي وفاة ملك الإنسانية الملك عبدالله يرحمه الله مساء البارحة .. جميعها تؤكد عظمة ذلك الملك الإنسان.. وتبرز بعض المحطات الرائعة في حياته وحياة شعبه . فالكتابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يرحمه الله لا يمكن أن تبرزها مقالات أو أفكار أو أحاديث لقد قام رحمه الله بإنجازات حضارية كبيرة في جميع المجالات المختلفة في وطنه وخاصة في مجالات التعليم والتنمية وتحسين المعيشة وفي مجال خدمة الإسلام والمسلمين وفي كل مجال ومكان.. تشهد بذلك توسعة الحرمين الشريفين والمشاريع الكبرى التي تحققت في عهده رحمه الله . فقد ارتبط اسمه رحمه الله بتاريخ طويل من الإنجازات الكبيرة والأعمال الوطنية والإنسانية والخيرية وساهم في البناء والتنمية على مدى عقود طويلة في كل المواقع وبمختلف المسؤوليات . يرحل ملك الإنسانية هذا الرحيل المؤلم فيما يظل اسمه في الذاكرة على مدى الأزمان رجلا أرسى قيم الخير وكل ما هو عظيم لهذا الوطن ولا أجمل من أن يترك الإنسان خلفه سيرة جميلة وان يبنى لنفسه باليمين مكانًا في قلوب البسطاء . اليوم تنتابنا مشاعر الحزن والألم بوفاة ملك الإنسانية .. لكن ما يخفف هول المصاب على هذه الأمة هو ما مَنَّ الله به عليها بوجود هذه الأسرة المالكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظة الله ورعاه . فعزاءنا وتخفيف أحزاننا يتمثل في خلفك العظيم صاحب القلب الكبير والفارس النبيل الملك الإنسان سلمان بن عبدالعزيز ..كيف لا وهو الحكيم في الإدارة الحازم في القرار والذي يتصف بالحنكة والخبرة العميقة وحب الخير والأعمال الإنسانية داخلياً وخارجياً وصاحب السجل الحافل بالمزايا القيادية التي اكتسبها خلال تقلده عدداً من المناصب والمسؤوليات فهو خير خلف لخير سلف بمؤازرة ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز يحفظه الله وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله ختاماً.. حفظ الله وطننا من كل مكروه وأفاء علينا من فيض كرمه أمنا ورفعة وأمد الله بعمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير/ مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم .