ظل الحراك الثقافي السعودي يسير في خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً: من يحب طه حسين لا بد أن يكره العقاد! ومن يمدح محمد حسن عواد لا بد أن يهجو حمزة شحاتة! ومن أقنعه عبدالقدوس الأنصاري بحتمية ضم جيم جُدَّة، فليهمل رأي حمد الجاسر بجواز كسرها! ومن يشجع الإتي فلا بد أن يشتري تذاكر الراقي ويحرقها! ومن يطربه طلال مداح فلا بد أن يصمَّ أذنيه عن محمد عبده! وأخيراً، وبعد صدور كتاب (حكاية الحداثة) للدكتور/ عبدالله الغذامي، فمن يغرم بـسعيد السريحي، لا بد أن يتبرأ من الغذمنة!! ولكن ماذا يفعل من شرُف بـالتتلمذ على السريحي، مُذْ كان طالب ثانوي، يتلمس ملامحه في مرآة غول القصة القصيرة/ سباعي عثمان! ثم حصل على درجة الماجستير تحت إشراف الغذامي (2005)؟! هل يحسد نفسه على أن جعل الله له عينين؛ فيطمس إحداهما، كما فعل الزميل الشرقي/ حسن مشهور في مقالته: (السريحي والغذامي ديلما الثبات والتحول)! لكل حسن أن يهيم بالسريحي، ولو عرف بعض ما نعرف ما ازداد إلا هياماً بهذا القطب العظيم، ولكن ليس بغمط حق القطب العظيم الآخر، وبمغالطاتٍ تواردت على خاطره في مشوار سيارة، بعيداً عن ساهر الأكاديمية! حيث يرى أن الغذامي تحوَّل كثيراً عن فكره الحداثي ليقترب من دروشة الصحويين، بعد المحاضرة التي ألغيت له في جامعة الإمام بالرياض (2009)! أما من تابع حكاية الحداثة من أول حلقتين فيها (مطلق بن مخلد الذيابي، وعبدالفتاح بو مدين) فلا بد أنه قرأ أول كتاب صدر مطبوعاً للغذامي، وعنوانه (الموقف من الحداثة ومسائل أخرى 1985م)، وفيه كان الغذامي هو من مدَّ يده للصحويين وهم من رفض! وأما مد يده لهم بعد تلك المحاضرة فـ(كَيَدٍ من خلال الموجِ مُدَّت لغريق)! كما قلنا في مقالةٍ في المدينة(2011) بعنوان: ( يا غذامي يا مكار!!)! ومهما قيل عن تحولات الغذامي، فهي مناورات (تكتيكية) وليست (استراتيجية)! فهل يسعد السريحي بالجمود التكتيكي؛ حسب ابن مشهور؟! أما الأخخخ/ أنا، فسيظل يفخر بأنه تلميذ لرائد الحداثة أستاذه/ سعيد الغذامي ما غيره، كما أجاب سليمان هتلان في قناة (الحرة 2008)، وتركي الدخيل في (إضاءات 2008) برضو!! نقلا عن مكة