منذ سنوات ونحن نسمع بأن هذا الموسم سيكون "غير" فيما يتعلق باللوائح الانضباطية التي تضمن لنا منافسة شريفة بعيدة عن أيّ تأويلات تتسبب في زيادة حدّة احتقان الجماهير الرياضية وذلك بالاحتكام إلى لائحة انضباطية واضحة تضمن سير المنافسات بصورة تتوافق مع القفزة الكبيرة التي وصلتها كرة القدم في العالم إلا أننا ومع احتياجنا لتطبيق هذه اللوائح ما نلبث إلا أن نشاهدها وقد وضعت "على الرف" من دون وجود مبررات تمنع تطبيقها وفقاً لاختلاف المخالف ودرجة أهميته وشاهدنا تناقضات كثيرة في هذا الجانب خلال السنوات الماضية رغم تزويدهم للأندية بلوائح العقوبات وآلية تطبيقها قبل بداية الموسم!! هذا الموسم كان امتداداً مباشراً للمواسم الماضية فظهرت التجاوزات بصور مبطنة بالتلميح بعدم الرضا عن أمور كانت تستوجب التدخل ولو بلفت نظرهم، إلى أن جاء مدرب الأهلي بيريرا بعد مباراة فريقه أمام الهلال ويفجرها مدوّية من على مقاعد البدلاء بالفعل من خلال احتجاجاته الحادة ليعود ويكررها بالقول وبنبرة التحدي وبالفم المليان حين قال: "لن يستطيع أحد أن يسكتني" ويعود ويكملها خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة فلم يبق ولم يذر، تارة بالتشكيك والتهجم على الحكام، وتارة أخرى بالغضب مما يطرحه عليه من تساؤلات منطقية وبطريقة جعلت لجنة الانضباط تقف أمامها هذه المرّة فاغرةً فاها من دون حراك لتبرير ما يحدث ليعود في مباراة فريقه أمام الاتحاد ويكرر نفس ما جاء به في السابق وكأنه في تحدِ مباشر مع لائحة هذه اللجنة التي نسمع بها ولا نراها تطبق إلا في حالات معينة، ليعود ويدخل معه رئيس ناديه ويعلنها وبكل وضوح عبر مداخلة فضائية باتهامه حكم المباراة من انّه (تعمّد) احتسابه ركلة جزاء غير صحيحة من أجل الإضرار بفريقه وهذا اتهام خطير لا أعلم كيف سيتم التعامل معه؟!! لو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا المطاطية الواضحة في تطبيق اللائحة والتفاوت الواضح في درجة تطبيقها وطريقتها وتوقيتها التي تجعل المتابع مشتت الفكر بين ما يقرأه على الورق، وبين ما يراه على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال في الموسم الماضي حين تجاوز مدرب الاتحاد راؤول كانيدا على الحكام في إحدى المباريات تم تطبيق اللائحة عليه في اليوم التالي مباشرة بالغرامة المالية والإيقاف ثلاث مباريات لم تجد أمامه الإدارة الاتحادية إلا مباركته والانصياع له والاعتذار عن تجاوزاته. وقبلها حدث الأمر لمانويل جوزيه قبل عدّة مواسم عندما خرج عن نص اللائحة التي وُضعت لتحقيق الانضباط وضمان منافسات أكثر احترافية وتم تغريمه مادياً وإيقافه ثلاث مباريات، وأعتقد أن صمت لجنة الانضباط المريب ومطاطية تطبيق لائحتها على تجاوزات اختيارية وتطبيقها بحذافيرها وبسرعة فائقة على بعض والسكوت عن بعض آخر سيرمي بنا لما هو أسوأ؛ لأنّ ذلك يُعد دعوة مبطنة لمزيد من الانفلات الذي سيؤدي لمزيد من احتقان الشارع الرياضي وبالتالي حدوث ما لا يُحمد عقباه!! وقفة أخيرة كان الاتحاديون يلتمسون العذر للفريدي بسبب انقطاعه عن اللعب مع ناديه السابق لفترة طويلة فكان الجزء الذي شارك به الموسم الماضي كافياً لعودته بصورة مختلفة هذا الموسم، ولكنه إلى الآن لم يعد بصورته المعروفة وعليه مراجعة كثير من حساباته وعلى الإدارة المسئولية في بحث أسباب هذا التذبذب والعمل على إيجاد الحلول له!!