خرج المنتخب السعودي من بطولة كأس أمم آسيا السادسة عشرة أستراليا 2015 بهزيمتين وفوز، وكان لديه فرصة كبيرة للتأهل إلى الدور الثاني (ربع النهائي) على الأقل ولكن ظهر جليا مخرجات العمل الإداري السيئ الذي يعيشه اتحاد كرة القدم منذ انتخابه قبل عامين. شخصيا كتبت عشرات المقالات عن اتحاد القدم وعن التنظيم والتخطيط والتطوير في كرة القدم مستندا إلى خبرتي النظرية والعملية في هذا المجال، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، بل إن البعض يعتبر كلامي شيئا من التنظير المجرد رغم أنني أتحدث عن العمل وفق لوائح واضحة ودقيقة وإن العمل السيء التراكمي الذي يحدث الآن سوف يؤدي إلى مخرجات سيئة جدا طال الزمن أو قصر. هناك أمور إدارية وفنية يجب النقاش حولها في مسيرة الأخضر منذ عدة سنوات، ولكن عدم وجود التخطيط العلمي السليم وفق أهداف دقيقة محددة معلنة يجعل المتلقي أيا كان يعرف أن ما يحدث إنما هو انعكاس طبيعي للفوضى الإدارية والتنظيمية والإجرائية التي تحدث في عمل اتحاد كرة القدم. اليوم لا نعلم ماهي القرارات التي سيتم اتخاذها حول ما حدث في أستراليا؟ وهل هناك فعلا قرارات ستتخذ أم أن الأمر طبيعي والخسارة ليست مرة، والقضية مجرد كرة قدم ومباراة قد تخسرها وقد تكسبها ولا يوجد ما يدعو لعقد اجتماع حاسم لمجلس الإدارة أو الجمعية العمومية أو أي جهة؟. وتفاعلا مع ما يحدث سوف أقدم بين يدي القارئ الكريم خطة عشرينية لكرة القدم السعودية حتى 2035 تتكون من عدة بنود رئيسة تشمل أولا تطوير البنية التحتية وثانيا تطوير اللوائح وثالثا تأهيل العاملين واختيار الكوادر المفيدة ورابعا فصل الاتحاد عن الرئاسة فصلا حقيقيا ليتمتع الاتحاد بالحرية الكاملة في التحرك والتصرف والإشراف والمداخيل المالية وفي كل الأحوال يبقى الدعم الحكومي مهما في بناء المدن الرياضية والإستادات والملاعب وتحمل نفقات الكهرباء والمياه والإيجارات والتنقلات الجوية والإسكان والإعاشة، على أن تكون المسابقات وفقا لخطة فنية تنظيمية مالية تخدم مصلحة المنتخب الوطني أولا وليس الأندية فقط، ويشمل ذلك الاستفادة الحقيقية من مباريات "أيام الفيفا" والنظر في نقل دورة الخليج إلى يونيو من العام الميلادي بحيث تقام بعد نهاية الموسم الرياضي على غرار كأس العالم حتى لا تحدث ربكة داخل الموسم الرياضي ولا تتعارض مع البطولة الأهم كأس الأمم الآسيوية. ويجب أن يشكل فريق عمل متخصص لهذا الغرض يضم على سبيل المثال فيصل العبدالهادي وعبدالرزاق أبو داود وسلمان القريني ومحمد النويصر وعادل البطي وعلي كميخ وماجد عبدالله يقوم بوضع الاستراتيجية العشرينية على شكل أهداف محددة لكامل مدة الخطة وكذلك التفصيلات الفرعية لها. الفوضى والارتجال والقرارات السريعة وردة الفعل لن تفيد الكرة السعودية بل ستزيد من آلامها وجراحها وضعفها، ولن يحدث التغيير والتطور والثبات إلا من خلال خطط عملية مكتوبة من قبل متخصصين في اللعبة في إجراءاتها ولوائحها وصعوباتها وإدارتها وممن تخرجوا من ميدانها وأنديتها.