في أحيان تشعر بغبن وامتعاض وتتمنى لو أن بيدك تنفيذ عقوبة كل ما يحدث أمامك من فعل مستفز بأن تجازي فاعله في الحال كأن تخرسه أو أن تنزله من سلمه الوظيفي أو تأمر بتنفيذ العقوبة الطفولية التي مارسها الجيل المتقدم من المدرسين (الوقوف على قدم واحدة ورفع الذراعين).. كون العذر مستفزا وأقبح من الفعل نفسه.. ومناسبة هذه اللهجة اللاذعة أو الغاضبة و(المدعرمة) ما صدر من بعض الإداريين في المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حينما أبدوا لوسائل الإعلام استياءهم الشديد (لاحظوا الشديد) من الخدمات المقدمة لهم بإركابهم في الدرجة السياحية خلال رحلة العودة. هل هذا الفعل يتساوى مع انشطار قلوب كل المواطنين مما حدث في أستراليا.؟ وهل يعقل أن هؤلاء الإداريين لم يستاؤوا إلا من مقاعدهم ولم يتحرك لهم جفن خجل مما أحدثه المنتخب من انهيار؟ أليس عيبا على هؤلاء أن يكون استياؤهم الشديد لأنهم عادوا في الدرجة السياحية .. كيف لو انتصر المنتخب هل كانت مطالبتهم أن يعودوا مرفرفين على جناحي الطائرة.. ياناس عيب.. والله عيب.. وهل تنتظرون من أمثال هؤلاء أن ينهضوا بالمنتخب من كبوته ؟ بهذا الخبر يتكشف داء نعيش به حتى غدا خصوصية حقيقية من خصوصيات الموظف السعودي.. ويمكن تعميمه بلا حرج وهو الحرص على الوجاهة حتى ولو كان سعر البشت الذي يرتديه (أبو ريالين) فليس مهما الإنتاج في العمل بقدر أهمية الوجاهة الكاذبة في المظهر أما سؤال ماذا قدمت فيأتي بعد تنشية الغترة ولملمة البشت أسفل الذراع. ألا يعلم هؤلاء السادة أن وزراء دول عظمى يذهبون إلى أعمالهم الجليلة على درجات هوائية أو بخارية أو من خلال النقل العام .. أو لم يشاهدوا رئيس وزراء لدولة عظمى يصطف في طابور طويل من أجل أن يقضي غرضا خاصا به.. نحن مصابون بداء العظمة، وكل منا ينفش ريشه صائحا: أنت ما تعرف تكلم مين .. يحدث هذا من أناس في أسفل السلم الوظيفي فكيف لا يستاء المسؤولون للمنتخب الأول من وضعهم في الدرجة السياحية مع عامة البشر وهم من (جاب الذيب من ديله) .. يا الله أليس هؤلاء نماذج مجسدة للمرض السلوكي الذي نعيشه؟ ولو كانت لدى سلطة ما لكان هؤلاء أحوج لأن تطبق عليهم عقوبة (العودة مشيا على الأقدام)، رغم استحالتها،. بالأمس كنت أطالب بخصخصة المنتخب السعودي ساخرا أما اليوم وبمنتهى الجد أطالب بتفكيك مجلس أعضاء إدارة المنتخب السعودي ووضعهم (على الرف) حتى يحق لهم الاستياء من إركابهم (الرف) السفلي من النسيان علنا نستطيع تناسي انهيار منتخب كان ملأ السمع والبصر فغدا خيال مآتة يستنزف الملايين لكي يضحك الآخرين ويبكينا نحن. فهؤلاء أجادوا اللعب بمشاعرنا وحان الوقت للتخلص من الداء السلوكي قبل التفكير بالبحث عن أسباب انهيار المنتخب.