ذهب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر إلى أبعد مما كان يتوقعه أكثر المتفائلين به هذا الموسم وذلك بعد اعتلائه لسلم ترتيب دوري عبداللطيف جميل بفارق نقطة عن أقرب منافسيه خصمه اللدود فريق نادي الهلال مع انقضاء ست جولات لأول مرة منذ مواسم طويلة عانى منها النصر بالتنافس على مراكز الوسط إلا أن عوامل كثيرة أدت إلى تغير الحال في هذا الموسم من استقرار على المدرب واستقطاب لاعبين محليين على مستوى عال والتخلص من بعضهم بالإضافة إلى اختيار العناصر الأجنبية المثالية لخطة الفريق. استقرار فني منذ قدوم الأورجواني دانيال كارينيو بديلاً للكولمبي فرانسسكو ماتورانا استطاع الأول تحقيق أرقام مميزة ومذهلة في الدوري السعودي حيث تمكن منذ توليه دفة القيادة الفنية من الجولة الثامنة في الموسم الماضي وحتى الجولة السادسة من الموسم الجاري من تحقيق 15 انتصاراً و9 تعادلات وخسارتين فقط. ويعتبر تجديد عقده خطوة صائبة من إدارة النادي التي تبحث عن الاستقرار الفني وكون المدرب تعرّف على جميع عناصر الفريق واحتياجاته حيث أوكلت له مهمة دراسة الفريق والبرنامج الأمثل لإتباعه هذا الموسم، صاحب ذلك تلبية جميع طلباته من قبل الإدارة لينتج عملاً مشتركاً ساهم في تقديم النصر مستويات مميزة مع الأورجواني. إعداد قوي صحيح أن المادة منعت النصر من إقامة معسكر خارجي لإعداد الفريق إلا أن المتابع للشأن النصراوي يقول اليوم (في الأمر خيرة) حيث استطاعت إدارة النادي من توفير لقاءات قوية أعدت الفريق بشكل جيد يبرز منها بطل الدوري نادي الفتح ونادي الشباب والمنتخب السعودي الأولمبي بالإضافة إلى المشاركة في بطولة بني ياس الدولية حيث لعب من أمام العربي الكويتي وبني ياس الإماراتي وجميعها حقق فيها النصر العلامة الكاملة، والفائدة الفنية كانت باستقرار كارينيو على عناصر أساسية للمشاركة بغية خلق انسجام أكبر وتعريف مباشر للتكتيك الذي سينتهجه خلال منافسات الموسم الجاري. بالإضافة لحرص كارينيو على الإعداد البدني واللياقي للاعبي فريقه خلال فترة الصيف وذلك بالتعاون مع المقيم البدني الذي جلب خصيصاً لهذه المهمة جوزيه لويس دافيلا الذي أدت تدريباته اللياقية القاسية إلى إصابة عشرة من لاعبي النصر قبل انطلاقة الموسم مما أحدث غضباً شديداً عليه ومطالبات بتغيير نهجه البدني، إلا أن كارينيو أصر كثيراً على الاستمرار بذات النهج وخرج منتصراً بالأخير، حيث آتت تلك الشدة أكلها وذلك ظاهراً من خلال أداء اللاعبين اللياقي وقوتهم البدنية خلال الست جولات الماضية. لاعبون مميزون لا يستطيع أي مدرب مهما بلغت حذاقته أن يحقق الإنجازات مالم تكن هناك أدوات تساعده داخل الملعب وهو مايحدث فعلاً مع الأورجواني كارينيو حيث يملك النصر أسماء رنانة على مستوى خط الهجوم والوسط أدت إلى حيرته باختيار التشكيل المناسب أو اللاعب المناسب. وأكّد أن كل الأسماء التي لديه لو وزّعت على الأندية لشاركوا بشكل أساسي إلا أنه مجبر على اختيار 11 اسماً فقط، ولعل الاسم الأبرز هو صانع اللعب يحيى الشهري الذي أصر رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي على جلبه للفريق بمبلغ 48 مليون ريال لمدة خمسة مواسم. لعب الشهري حتى الآن 6 مباريات بشكل أساسي واستبدل في مرتين صنع خلالها 4 أهداف وسجل هدفاً. ويعتبر الشهري عاملاً رئيسياً في انتصارات النصر الماضية وبعده يأتي البرازيليان إلتون برينداو وايفرتون سيلفا والثلاثي من الخيارات الصيفية التي سعى كارينيو لضمها. واتضح للجميع من خلال اللقاءات الماضية تناغم البرازيليين في خط المقدمة، واستطاع إلتون من تسجيل هدفين من أربع مباريات لعبها بينما ايفرتون سجل هدفين من ست مباريات ومازال المشجع النصراوي ينتظر المزيد ويتفاءل بهما. ثم يأتي التعاقد مع لاعب الأهلي السابق عبدالرحيم الجيزاوي أحد أهم الخيارات الممتازة في دكة البدلاء والتي يلعب بها كارينيو كورقة رابحة. يأكل بيده ربط البعض تصدر النصر ترتيب الدوري السعودي خلال الفترة الجارية بسهولة جدولة اللقاءات بالنسبة للنصر، حيث لم يواجه فريقاً منافساً بعد، وهو الأمر الذي رفضه المحلل الفني يوسف خميس حيث تساءل من وضع الجدول هو النصر أو لجنة المسابقات؟ إذاً هو أمر جار على النصر وغيره فلماذا لم يستغله غيره بالإضافة إلى أن النصر مازال متحكماً بمصيره حيث لم يخسر وما لم يخسر فأمره بيده، فهو حقيقة لا ينظر للفرق التي يلعب معها أو توقيتها بل يتطلع كيف سيحقق النقاط الثلاث في كل جولة وهذا المعمول به في نادي النصر. ويجب عليه إن كان يفكر بالمنافسة لتحقيق اللقب أن لايخسر خصوصاً عندما يتعثر الآخرون.. فالانتصار يجلب الانتصار، ثم إن المضحك في من يعزو أمر الصدارة إلى الجدولة.. ياترى هل الفرق التي لعب ضدها النصر تعتبر ضعيفة؟ ثم إن النصر سيواجهها سواء الآن أم في جولات أخرى وسينتزع منها النقاط الثلاث، فهل نقول حينها إن النصر فاز بسبب الجدول؟ وهل الفرق المنافسة واجهت فرقاً غير تلك التي واجهها النصر أو سيواجهها؟ هو دوري بجميع عناصره صعب والمنافسة شرسة. ويشدد خميس بأن النصر عمل جاهداً سواء فنياً أو إدارياً لتقديم الفريق بشكل أفضل خلال منافسات هذا الموسم وهو مايجني النصر ثماره من خلال حضور النصر القوي وذلك من خلال أربعة انتصارات وتعادلين. فروقات نصراوية التغير للأفضل هذا هو حال النصر هذا الموسم، فلو رجع بنا المشهد إلى مقارنة بسيطة مع ما حصده النصر للست جولات الأولى من الموسم الماضي لشهدنا بأن النصر تطور بشكل كبير جداً وذلك من خلال الأرقام التي تبيّن قيمة العمل الفني للأورجواني والإداري للأمير فيصل بن تركي، مع العلم بأن كارينيو لم يشرف على تلك الجولات بل جاء بعدها مباشرة. فالنصر لم يستطع الموسم الماضي سوى حصد 10 نقاط من أصل 18 نقطة مع التذكير بأنه لعب على أرضه 4 مباريات من 6، أما الموسم الجاري فقد جمع 14 نقطة مع التذكير بأنه لعب على أرضه 3 مباريات من6. ويبرز أن النصر هذا الموسم الأقوى دفاعياً ولم يستقبل سوى هدف وحيد في 6 مباريات على عكس الموسم الماضي الذي استقبل فيه كماً وافراً من الأهداف في الجولات الست الأولى بلغ ستة أهداف. التطور الفني لم يقف على هذا الحد فحسب أيضاً في تسجيل الأهداف، ففي هذا الموسم استطاع النصر تسجيل11هدفاً على عكس الموسم الماضي الذي سجل فيه 8 أهداف فقط. كل هذا يجعل من النصر مستحقاً لاعتلاء دوري عبداللطيف جميل لأن النصر بالفعل أصبح جميلاً، حيث تعود آخر خسارة له في الدوري لأكثر من تسعة أشهر حين خسر النصر من الأهلي بمكة المكرمة بهدفين مقابل هدف ومنذ ذلك الوقت لم يعرف النصر طعم الخسارة في الدوري. استراحة محارب قرر الجهاز الفني والإداري منح لاعبي الفريق الأول إجازة لمدة ثلاثة أيام بدأت من أمس الأحد على أن يعاود الفريق تدريباته بعد غد الأربعاء تحت قيادة مساعد المدرب ادقاردو ماريو نظراً للإجازة الخاصة التي منحت لكارينيو بالسفر إلى بلاده لمدة عشرة أيام. ووضع كارينيو قبل سفره بالأمس البرنامج المعد لفترة التوقف التي تصل إلى عشرين يوماً، واشتمل البرنامج على تدريبات صباحية ومسائية مع خوض مباراتين وديتين الأولى أمام التعاون في الثامن من ذي الحجة والثانية في 15 ذي الحجة مع فريق لم يحدد بعد.