دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كيف نثقف الأطفال حول خطورة الممارسات العنصرية؟ من المعروف، بأنّ التطرق إلى موضوعات حول السلوكيات والممارسات العنصرية يعدّ أمراً في غاية الحساسية، ويحتاج إلى قدر كبير من التوعية والتثقيف. وطُور برنامج تدريبي حول التثقيف بموضوعات حقوق الإنسان في المدارس الأمريكية من أجل منح الأطفال فرصة لتعلم أهمية احترام الآخر بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه، وذلك بمثابة جزء من المنهاج التعليمي اليومي، ولمواجهة المواقف التي تبرز فيها مؤشرات عنصرية غير مقصودة، والحد من تطورها نحو أشكال عنصرية بين فئة الأطفال. ويُذكر، أنّ البرنامج يشمل 25 ولاية أمريكية، ويقدّم خطط تدريبية ودروس تثقيفية حول التنوع، والأسرة، والصور النمطية حول نوع الجنس، فضلاً عن مكافحة ثقافة البلطجة والترهيب في المدارس.ويهدف البرنامج إلى تدريب المعلمين على التعامل مع المواقف التي ينطوي عليها السلوك العنصري، من خلال استخدام إدارة الحوار مع الأطفال، ومساعدتهم على إدراك مدى الأثر السلبي الذي يترتب على أفعالهم، وأقوالهم العنصرية غير المقصودة، والتي قد تتسبب بأذية مشاعر الآخرين. وفيما يلي، يقدم المثقفون بعض النصائح والإرشادات حول إدارة الحوار في القضايا الشائكة والمعقدة مع فئة الأطفال: الحديث حول التنوع والاختلاف بين البشر واغتنام فرصة المناسبات والأعياد وتعتبر المناسبات والأعياد السنوية فرصة مميزة لزيادة التوعية وتثقيف وتوعية الأطفال حول حقوق الآخر، من خلال أسلوب الحوار واستخدام الكلمات المناسبة بهدف التأثير الإيجابي. ويمكن أيضاً التطرق لموضوعات حقوق الإنسان والاختلاف بين البشر، بعدة أساليب مثل الزي الفلوكلوري، والأعياد الدينية، فضلاً عن المطابخ المختلفة حول العالم. ويجري الحديث خلال تلك المناسبات أيضاً عن الحقوق المدنية، والتفاوت الطبقي، والفقر، فضلاً عن قضايا إنسانية ذات أهمية بالغة. تقييم مستوى الدروس والعبر المستفادة ورأى المدربون في مجال حقوق الإنسان أنّ التفاعل مع أسئلة الأطفال حول ما يدور في العالم وحتى على نطاق البيئة المدرسية يعدّ أمراً في غاية الأهمية. وتعتبر الكتب أفضل وسيلة لتوعية الأطفال حول قضية معينة. الأطفال يرددون ما يسمعونه من العالم المحيط بهم ومن المعروف، أنّ الأطفال يمتلكون القدرة على الاستماع وترداد الكلام الذي يسمعونه من العالم المحيط بهم. وقد يردد الأطفال عبارات كثيرة بلا إدراك معناها، ولكنها تتسبب بأذية الأخر، وتنمي لديهم فكرة تجاهل مشاعر الآخر عن غير قصد. وبناء على ذلك، يجب إدماج الأطفال في حلقات الحوار والنقاش التي تهدف إلى توعيتهم حول أهمية انتقاء الكلام، وتفسير معنى الكلمات التي يرددونها عن غير وعي، والآثار السلبية التي تترتب عليها داخل المجتمع، والمس بحقوق الإنسان. أن يكون المعلّم على معرفة وإيمان بتوجهاته غير المتحيزة أو المتطرفة ويتطلب برنامج التدريب أيضاً توظيف مدربين على ثقة ومعرفة ووعي تام حول توجهاتهم والتحديات التي تواجههم، بهدف التمكن من إدارة الحوار مع الأطفال من أجل خلق مناخ صحي بين الأطفال في المدرسة.