ثارت التكهنات بشدة حول مستقبل ليونيل ميسي مع ناديه برشلونة الإسباني في الأسابيع الأخيرة لكن قائد الأرجنتين أظهر مرة أخرى أنه لا يسمح لهذا الأمر بإبعاده عما يجيده ويبرع فيه وتألق ليحرز 3 أهداف ليمنح فريقه الانتصار برباعية نظيفة على ديبورتيفو لاكورونيا والاستمرار في مطاردة ريـال مدريد على صدارة الدوري. وبعد تألقه الأسبوع الماضي وقيادة برشلونة للفوز 3 - 1 على ضيفه أتلتيكو مدريد حامل اللقب عاد ميسي للتألق مجددا ودون أي مظاهر لما تناولته الصحف عن وجود خلاف بينه وبين لويس إنريكي مدرب الفريق، وأن أفضل لاعب في العالم 4 مرات يسعى للرحيل عن النادي الذي انضم إليه وهو يبلغ من العمر 13 عاما. ومهما تكن حقيقة الوضع فإن التألق التهديفي لميسي قد يمنح برشلونة فرصة العودة إلى التتويج بعدما فشل الفريق في الفوز بأي لقب كبير الموسم الماضي للمرة الأولى في 6 سنوات. وقال لويس إنريكي: «ميسي يلعب بشكل استثنائي طوال الموسم». وأضاف لاعب الوسط السابق لبرشلونة الذي تولى المسؤولية خلفا للأرجنتيني جيراردو مارتينو في نهاية الموسم الماضي: «مستواه لم يتراجع في أي لحظة، إنه يتمتع بمستوى النجم ذي الطراز العالمي». وكشف المدير الفني الإسباني عن تطلعاته بالنسبة للمرحلة المقبلة قائلا: «هدفنا هو أن نظل في المنافسة والتمتع بالفاعلية الهجومية والدفاعية ولكن لا يزال هناك مظاهر في الجانبين تحتاج إلى التطوير.. الفوز يساعدنا في هذا». وهذه المرة الـ22 التي يسجل فيها ميسي 3 أهداف في مباراة واحدة في الدوري الإسباني بفارق لقاء واحد وراء البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريـال مدريد الذي تفوق على منافسه الأرجنتيني في تصويت الاتحاد الدولي (فيفا) ليحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة في مشواره الأسبوع الماضي. ونال ميسي جائزة أفضل لاعب في العالم 4 مرات متتالية بين 2009 و2012 وسجل 3 أهداف أو أكثر في مباراة واحدة مع برشلونة 30 مرة بكافة المسابقات التي يشارك فيها الفريق إضافة لـ3 مرات مع منتخب الأرجنتين. ويتصدر ريـال مدريد الذي يملك مباراة مؤجلة ترتيب الدوري الإسباني برصيد 45 نقطة بعد الوصول لمنتصف الموسم فيما يأتي برشلونة في المركز الثاني وله 44 نقطة ثم أتلتيكو في المركز الثالث بفارق 4 نقاط عن القمة. وبدورها أشادت الصحف الإسبانية بمهارة ميسي وأهدافه بعد الثلاثية في مرمى ديبورتيفو وقالت صحيفة «ماركا»: «ميسي الطموح والهداف واللاعب الأكثر روعة عاد مجددا». وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى لو كان ظهور ميسي بهذا الشكل الرائع «مخادعا» أو يفتقد إلى الاستمرارية، فيبدو أن الساحر الأرجنتيني في طريقه إلى العودة كما كان في الماضي. وتعتبر عودة ميسي لسابق عهده هي بمثابة «قبلة الحياة» لبرشلونة في ظل الأجواء العاصفة التي عاشها في الأسابيع الماضية، فقد استعاد النجم الكبير روحه القتالية ونهمه في تحقيق الانتصارات والسعي إلى هذا الهدف بكل طاقاته. ولمحت «ماركا» إلى أن التحدي الذي دشنه كريستيانو رونالدو بعد فوزه بالكرة الذهبية للمرة الثالثة في تاريخه قد يعد أحد أهم الأسباب التي دفعت «البرغوث» إلى الانتفاض والنهوض من جديد وقد لا يمثل له أي شيء. وأكدت الصحيفة الإسبانية أن التألق المفاجئ لميسي يعتبر أمرا مبهما وأن هذا الغموض هو أهم ما يميز العباقرة القادرين وحدهم على سبر أغوار أنفسهم الداخلية وحل ألغازها. وبدت مباراة ديبورتيفو لاكورونيا امتدادا للصحوة التي انتابت اللاعب الأسطوري في مباراة أتلتيكو مدريد السابقة، حيث عاد ميسي للانطلاق مجددا من الناحية اليمنى، الأمر الذي شكل صعوبة كبيرة في مواجهة لاعبي الفريق المنافس لمراقبته أو الحد من خطورته. وكشفت الصحيفة أن فريق برشلونة ككل عاد مجددا ليظهر الجانب الإيجابي والحيوي من شخصيته وأن عودة راكتيتش أيضا كانت متميزة بعد أن أظهر اللاعب رغبة في التألق أكثر من لاعبين غيره في الفريق. وأكدت «ماركا» أنه فيما كان ميسي يصول ويجول في ملعب المباراة توارى اللاعب الأوروغواياني لويس سواريز في الظل ولم يظهر بالمستوى المطلوب وافتقدت لمساته للدقة والتأثير. وسيكون ميسي على موعد مع مواجهة جديدة أمام أتلتيكو مدريد في ملعب «كامب نو» في كاتالونيا غدا في ذهاب دور الـ8 ببطولة كأس ملك إسبانيا بعد مرور 10 أيام فقط على هزيمة نادي العاصمة الإسبانية أمام نظيره الكاتالوني 1 - 3 في الدوري. ومنذ أن خسر برشلونة صفر- 1 أمام مضيفه ريـال سوسيداد في الدوري الإسباني قبل أسبوعين، عندما استشاط ميسي غضبا بسبب قيام المدرب لويس إنريكي بإجلاسه على مقاعد البدلاء، سجل اللاعب الأرجنتيني 5 أهداف في 3 مباريات. وأكد ميسي استعداده للإجهاز على دفاع أتلتيكو مدريد المهتز من جديد. وقال جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة: «بنينا هذا الفريق حول ميسي، فهو قائدنا. وقد عاد إلى مستواه الممتاز من جديد». بينما قال لاعب خط الوسط المخضرم أندريس إنييستا: «إن مستوانا يتحسن من مباراة لأخرى. وما هو منتظر من الآن فصاعدا من المفروض أن يكون أفضل». ويأمل برشلونة تعافي لاعبيه جيريمي ماتيو وتشافي قبل مواجهة الغد بعدما غاب اللاعبان عن الرحلة إلى ديبورتيفو بسبب الإصابة. من جانبه، يعود أتلتيكو إلى كامب نو بمعنويات مرتفعة هو الآخر بعد إطاحته بجاره العملاق ريـال مدريد من منافسات كأس إسبانيا وبعد تغلبه على غرناطة 2 - صفر أول من أمس. وبدت خطة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في الدفع بماريو ماندزوكيتش وفيرناندو توريس سويا في هجوم أتلتيكو ناجحة أمام غرناطة وعن ذلك قال: «أعتقد أن التجربة سارت بشكل جيد. وأشعر بالإغراء لتكرارها». وفي مباراة أخرى غدا، يحل المنهار أتلتيك بلباو ضيفا على ملقة. وقال ماركيل سوسايتا لاعب خط وسط بلباو: «جاءت نتائجنا الأخيرة هزيلة، ويمكن للجميع أن يروا ذلك.. علينا الآن أن نكسر هذه الديناميكية السلبية وأن نعود أدراجنا إلى طريق النجاح من جديد». ووصل بلباو إلى نهائي كأس إسبانيا مرتين في 2012 و2009 ولكنه خسر في كلتا المرتين أمام برشلونة. بينما يستضيف فياريـال فريق خيتافي في مباراة أخرى غدا، ويبدو الأخير مهتما بشكل أكبر بمعركته ضد الهبوط في مسابقة الدوري الإسباني عن مواصلة طريقه في بطولة الكأس. وتستأنف منافسات ذهاب دور الـ8 في كأس إسبانيا الخميس عندما يحل اشبيلية ضيفا على إسبانيول الذي أطاح بفالنسيا في الدور الخامس من البطولة