أفاقت أسرة المواطن حازم طاهر الخطيب فجر الأحد، على جلبة كبيرة في منزلها، في قرية بيت ريما شمال رام الله، لتجد أن أكثر من خمسين من جنود الاحتلال المقنعين اقتحموه، وأخذوا يتناوبون بالاعتداء على نجلها الأكبر يعقوب، دون أن يفهموا كيف وصلوا الى غرفة نومه. لكن "حفلة التنكيل" التي بدأت عند الساعة الثانية فجراً استمرت ساعتين متواصلتين وطالت جميع أفراد العائلة الكبيرة (زوجتان وعدد كبير من الابناء)، وانتهت بإلقاء الشاب يعقوب الذي لم تمض سوى شهور قليلة على تحرره بعد عشرة أعوام كاملة من الاعتقال، بين أشجار الزيتون القريبة ظناً من الجنود انه فارق الحياة، وفقا لما روته العائلة ل"الرياض". ويقول الاسير المحرر يعقوب (28 عاماً) الذي فقد النظر في عينه اليسرى واصيب باعاقة حركية في ساقه اليمنى جراء الضرب الذي تعرض له خلال الاعتقال، انه فتح عينه على صراخ جنود مقنعين اقتحموا البيت باستخدام أدوات خاصة ووصلوا غرفته دون أن يحس بهم أحد: هل انت يعقوب، ولم ينتظر جواباً وجاءه الجواب من جندي آخر بالعبرية انه هو، ليقوم احدهم بضربي بعنف بعقب مسدس في الرأس والصدر." وأضاف "عندها أفاق الجميع وتجمعوا وعلا صراخ الأهل الذين حاولوا منع الاعتداء عليّ، لكن الجنود لم يوفروا أحداً، لا شاباً ولا إمراة، بما في ذلك الوالد حازم الذي أمضى أربع سنوات ونصف بعد مطاردة طويلة بداية انتفاضة الاقصى، والوالدة رجاء، والاشقاء لا سيما ان الاقتحام تزامن مع وجود عدد من شقيقاته المتزوجات وابنائهن (قرابة 50 نفرا)." واشار الى ان جنود الاحتلال اقتادوه وشقيقه علي ( 20 عاما) بعد الرابعة فجرا، مشيا على الاقدام مع استمرار الضرب لكنه وفي مكان ليس ببعيد عن بيته غاب عن الوعي. ويقول والده حازم ان ابن عمه سمع أنينا على مقربة من البيت فتوجه اليه ليجده ملقى بين أشجار الزيتون في وقت كانت تظن العائلة أنه معتقل مع شقيقه، "فسارعنا الى نقله الى البيت وعندها عاود الجنود الاقتحام طالبين بطاقات الهوية فصرخت فيهم لقد قتلتموه وعندها غادروا على جناح السرعة، ومن ثم قمنا بنقله الى مجمع فلسطين الطبي برام الله حيث اجريت الفحوصات والعلاجات اللازمه له."