لم تكن الشاعرة التونسية سنية فرجاني القادمة من تونس الخضراء تتوقع أن ترى أثر التطور الحضاري في عكاظ وعرفته في كتب الأدب حدثا تاريخيا، وقال "كنت أتمنى أن لا أجد شيئا من التطور الحضاري في هذا المكان، الذي من المفروض أن يوصف بالتاريخي الصلف، فحتى الخيم مجهزة بطريقة علمية"، وأضافت "تمنيت أن أقرأ شعرا تحت جبل أو فوق رمال، أو كثبان أو صخور سوداء كأنها بقايا براكين، كما تخيلت وتمنيت أن أرى صخرة كبيرة لا يغطيها شيء كتب عليها سوق عكاظ، وتخيلت أن تكون هناك أيضا في الطريق جبال منحوت عليها أسماء شعراء المعلقات". وقالت فرجاني إن السوق كانت حاضرة بقوة في الأدب التونسي، ففي بداية مراحل التعليم الثانوي كنا ندرس ولأربع سنوات تقريبا عن الشعر القديم وحتى إلى ما بعد الإسلام، وفي تونس لدينا اطلاع واسع جدا على الأدب القديم، ولدينا باحثون أثروا المكتبة التونسية بتفاسير ودراسات علمية ثرية جعلت عاشق الشعر ومحب اللغة والمتتبع للأدب يتفطن لكل جماليات هذا النص للشعر القديم. وعن حضور المرأة في سوق عكاظ قالت المرأة حاضرة، لكن ليس بحضور الرجل نفسه وليس هناك توازن بين حضور الجنسين في كثير من الملتقيات، فنشاهد بعض الدول تراها وكأنها تعطر المهرجان أو الملتقى بوجود اسم أو اثنين من الجانب النسائي مع مجموعة تفوق الـ20 رجلا، وكأنهم يريدون دائما أن يثبتوا أن المرأة لن تصل إلى مرحلة امتلاك قدرات تبوئها مرتبة فنية مرتفعة. وعن حضور المرأة في الأمسيات الشعرية للسوق، شاعرة واحدة في مقابل ثلاثة شعراء، قالت إن اللجنة التي اختارت أن تقدم هذا المهرجان كان من الأجدر أن تضع حضور الشعراء بالتوازي، فالأسماء الشعرية النسائية كبيرة في العالم العربي، وباستطاعتهم أن يوازنوا بين الجنسين، وربما كانت هناك موانع أخرى اجتماعية. وعن تأثير الشاعر أبي القاسم الشابي في الشعراء في تونس قالت الفرجاني إن الحضارات لا تقف عند من أبدعوا فيها، فالشاعر أبوالقاسم الشابي نعتز به ولكن هذا لا يعني أنه سحب الضوء عن بقية الشعراء.