طالب عدد من أهالي منطقة جازان، الجهات المختصة لكشف الكثير من المشروعات المتعثرة، والتي لم يكشف النقاب عن المتسبب فيها حتى الآن، مناشدين الأمين الجديد محمد بن حمود الشايع، أن يستكمل تلك المشاريع، خصوصا أنه تم رصد ميزانية ضخمة تقدر بملياري ريال. كما طالبوا بافتتاح فرع للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» لرصد مشاريع جميع الجهات الحكومية مباشرة، وإلزام المقاولين المنفذين بتسليم المشروع في وقته المحدد بدلا من أن تنتظر «نزاهة» بلاغا من قبل المواطنين أو أي مصدر كان عن وجود مشروع متعثر بجازان. «عكاظ» التقت بعدد من المواطنين لرصد معاناتهم، حيث أفاد أكرم مدخلي أن تعثر المشروعات حقيقة مؤسفة وواقع مؤلم لا يمكن إنكاره، كاشفا عن أن جميع المشاريع المدمجة والخاصة بالسفلتة والإنارة ودرء السيول وإنشاء وتسوير مقابر ومغاسل للموتى وتجميل المداخل جاءت جميعها وبدون استثناء ضمن تلك المشاريع المتأخرة. فيما انتقد عدد من المهندسين المشاريع التي تنفذها أمانة جازان في الفترة الماضية، مشيرين إلى أنها لم ترتقِ لمستوى وحجم الميزانيات التي تنفقها الدولة «على حد قولهم»، معتبرين غياب التخطيط وقلة الخبرة وسوء اختيار المقاولين، من أسباب التعثر، مشيرين إلى أن أغلب المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة مصابة بالشلل. وما يتعلق بمدخل إسكان القرى الحدودية بروان العبيد التابعة لمحافظة العارضة قال طالع بن محمد: «أقترح بإنشاء جسر يربط مدخل الإسكان بالطريق الرئيسي نظرا لارتفاعه عن المدخل»، مشيرا إلى أنه يشهد زحاما كثيفا خصوصا في أوقات الذروة، مبينا أن أمانة جازان تستلم مشاريع عديدة من قبل المقاولين رغم أنها لم تكتمل وبها العديد من الملاحظات كالأرصفة بحزام محافظة أبو عريش، موضحا أن بحيرة سد وادي جازان الواقعة بالقرب من العارضة لم تتم دراستها بشكل كلي وبها مشكلات هندسية والحلول التي وضعت لها لم تكن مجدية، لافتا إلى أن هناك حلولا هندسية لو تمت الاستفادة منها لأحدثت فرقا كبيرا، داعيا أمين جازان الحالي إلى جعل مشروع مدخل روان العبيد بالعارضة ضمن اهتماماته الأولية خشية أن تزهق أرواح آخرين، وأن يكون لديه قرار حازم لإلزام المقاولين المتقاعسين بإنجاز المشاريع دون تخاذل أو كسب مصالح فردية على حساب أهالي المنطقة. ووجه كل من علي صالح مدخلي، وأسامة الشعبي رسالة عبر «عكاظ» لأمين جازان الحالي محمد بن حمود الشائع، بأن لا يكتفي بإرسال من ينوب عنه لمتابعة المشاريع التي تنفذها الأمانة، بل يذهب بنفسه بجولات ميدانية سرية متكررة على جميع القرى ليقف عليها ويلتقي مع الأهالي ويطلع على حاجة القرى، خصوصا أن بعضها لديها مشاريع معتمدة منذ أعوام مضت إلا أن الأمانة لم تضعها ضمن أولوياتها، خاصة أن عددا منها معرض لدخول الأودية المندفعة عليهم ولا يوجد درء لمخاطر السيول لمنعها. وقال إبراهيم هادي كريري من سكان قرية زبارة رشيد جنوبي محافظة أبو عريش: «إن بلدية أبو عريش اعتمدت مشروعا لدرء مخاطر السيول وخصصت ميزانية منذ أعوام عديدة بعد مطالبات الأهالي، إلا أن البلدية انتهت من تنفيذ 50% منه، ومازال متعثرا، ما يبث الرعب في نفوس الأهالي خشية حدوث أمطار قوية تصاحبها رياح تدفع المياه إلى داخل منازلهم». وأضاف أن بلدية أبو عريش اعتمدت مشروع سفلتة داخل قرية زبارة رشيد قبل خمس سنوات بعد مطالبات الأهالي «وكلما نقوم بمراجعة المسؤول يعد بالتنفيذ من عام لعام آخر واتضح أنها وعود متكررة، لذلك نأمل من أمين جازان إعادة النظر فيما اتخذته بلدية أبو عريش حيال مشروع درء مخاطر السيول وسفلتة الطرقات داخل القرية، خصوصا أن المشروعين معتمدان منذ سنين طويلة». وأوضح أكرم مدخلي وعلي صالح مدخلي أن مركز الأمير سلطان الحضاري يعد أملا وحيدا في إظهار مناسباتهم ومتنفسهم الثقافي والاجتماعي، ولكن تلك الآمال تلاشت مع تعثر المشروع، حيث تجاوز الثلاثة أشهر تقريبا، وقد يكون مقرا مناسبا لإقامة تلك المناسبات بصورة أفضل إلا أن أمانة جازان لم تلزم المقاول بتنفيذ المشروع في المدة المحددة «على حد قولهم»، مطالبين إمارة جازان بالتدخل في سرعة إنجاز هذا المشروع الحيوي والذي يعد واجهة ويخدم جميع القطاعات، مشيرين إلى أنه يضم العديد من المرافق وقاعات الاحتفالات والمؤتمرات ومسرحا مفتوحا صمم بشكل معماري وصالات للمعارض ولكبار الزوار والضيوف إلى جانب توفر أماكن مخصصة للنساء. ودعوا أمين جازان الحالي محمد بن حمود الشائع إلى أن يكرس جهوده في إعادة النظر لتلك المشاريع المتعثرة والتي تصل بعضها إلى سنين طويلة قبل الخوض في مشاريع جديدة حتى لا تزيد أعباء الأمانة دون إتقان وتزداد التعثرات وسط عدم كفاءة المقاولين وقلة خبراتهم بدلا من التنفيذ لأكثر من مشروع من آن واحد.