قالت مصادر رفيعة في الرئاسة اليمنية لـ»المدينة»: إن مسلحين اختطفوا مدير مكتبها من وسط العاصمة صنعاء، فجر أمس، فيما دعا رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي إلى الحوار مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق (صالح)، في الوقت الذي دعا الأمين العام المساعد لحزب صالح ووزير الخارجية الأسبق أبوبكر القربي إلى حوار جديد مع كافة القوى السياسية بدعوى أن مستجدات جديدة طرأت على الساحة بعد الحوار السابق وأن هناك انهيار لمؤسسات الدولة عقب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انتهى في الـ25 من يناير العام الماضي بعد أكثر من سنة تحاورت فيه القوى السياسية اليمنية وخرجت من بوثيقة الحوار الوطني. الى ذلك، اتهمت مصادر في الرئاسة اليمنية جماعة الحوثيين في اختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك. وحاولت «المدينة» الاتصال بتليفون الدكتور بن مبارك إلا أن تليفونه مغلق، وأكدت المصادر أن مسلحين مدنيين وعسكريين اعترضوا سيارة الدكتور بن مبارك أمام مقر الأمانة العامة للحوار الوطني في منطقة فج عطان بشارع الستين الجنوبي واقتادوه إلى جهة مجهولة. وعزا المصدر اختطاف مدير مكتب الرئيس هادي من قبل جماعة الحوثي بهدف عرقلة تسليم مسودة الدستور إلى الهيئة الوطنية للرقابة على الحوار، التي كان من المقرر أن تسلم أمس الأحد إلى الهيئة لمناقشتها وإبداء الملاحظات عليها. يأتى هذا فيما رفض رئيس جهاز الأمن القومي «الاستخبارات» في اليمن علي حسن الأحمدي، الاتهامات الموجهة إلى بلاده بأنها مصدر للإرهاب، محملاً المخابرات الفرنسية مسؤولية الهجمات الارهابية التي شهدتها باريس مؤخرًا. وقال الاحمدي: «إن اليمن ليس مصدرًا للإرهاب بل يصدر إليه الإرهاب من خارجه، فعندما يغادر أحد المارين باليمن من الإرهابيين إلى بلده أو إلى بلد آخر تتوجه الأنظار إلى بلادنا وكأنه مصدر للإرهاب، وآخر هذه الحوادث العملية الإرهابية التي نفذت في باريس في 7 يناير الجاري وكان أحد منفذيها شريف كواشي قد زار اليمن ودخل إليها من دولة مجاورة ومكث فيها عشرة أيام، وعاد إلى بلده ومكث فيه نحو ثلاثة أعوام، قبل أن ينفذ وشريكه الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، حيث سبق وأن تم سجنه في بلده فرنسا»، وفي سياق متصل، دعا رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي (أمس، إلى الحوار بين كافة القوى السياسية بما فيها المؤتمر الشعبي الرئيس السابق (صالح) للحوار وإنقاذ البلاد بوضع ضوابط وتزمين ما يتم الاتفاق عليه بين المتحاورين. وغازل اليدومي في منشوره على فيسبوك، الرئيس السابق علي عبد الله صالح قائلا: إننا لا نزال نحفظ للرئيس السابق -مهما اختلفنا معه - كلمة أثبتت الأيام أن جميع المختلفين سياسيًا في عالمنا في حاجه إلى العمل بها، وهي أن الناس يتقاتلون ثم في نهاية الأمر يتحاورون، فلماذا لا يتحاورون بدلاً من أن يتقاتلون..!، وقال: «علينا جميعًا -سواء كنا قوى سياسية معترف بها أو قوى خارج الأُطر الشرعية- أن نعي وأن ندرك أن زمام الأمور في بلادنا وفي أوساط شعبنا لا يزال مقدورًا أن نتحكمَّ فيه وأن نحسن توجيهه في الصالح العام لوطننا قبل أن ينفلت من أيدي العقلاء وكارهي سفك الدم.. مضيفًا: «إن عِقال العقل إذا تمزق، وغابت الحكمة عن صنَّاع القرار فلن يكون إلاَّ سوريا أخرى وعراق آخر».