أكثر من عثرة مني بها الهلال أمس أمام الرائد.. تلقى أول هزيمة له هذا الموسم وفشل في الحفاظ على سجله خاليا من الهزائم وخسر الصدارة لجاره النصر الذي تعادل مع العروبة.. وتراجع الهلال بنقاطه الـ13 للمركز الثاني فيما صعد الرائد للمركز التاسع بسبع نقاط. ولا تعكس النتيجة واقع المباراة التي سيطر عليها الهلال من الألف للياء وأهدر أكثر من عشر فرص محققه ولازم سوء الحظ لاعبي الهلال بشكل لا يصدق لدرجة أن العارضة والقائم تصديا لأربع كرات هلالية فيما تصدى حارس الرائد الكسار لعشر كرات منها أربع محققه.. فعل الهلاليون كل شيء ولم يكن ناقصا ألا أن يخلع المدرب الذكي سامي الجابر بدلة المدرب وينزل لأرض الملعب ليدخل الكرة الشباك.. فعل المدرب كل شيء ممكن ولكن اللاعبون كانوا في قمة نحسهم. من البداية بدت المباراة بهجومية واضحة وسجل الهلاليون مبكرا في الدقيقة الخامسة.. وتوقع الكثيرون أن المباراة ستكون واحدة من أسهل المباريات للهلال وأنه مقبل على فوز كبير.. غير أن هفوة دفاعية حرمتهم هذا التقدم سريعا وأدرك البرازيلي برونو مورينيو التعادل للرائد بعد دقيقة واحدة قبل ان يضيف اللاعب ذاته الهدف الثاني من كرة مرتدة استغل فيها تراخي ماجد المرشدي في التصدي له قبل نهاية الشوط الأول بـ12 دقيقة. من جديد ظهر أن الدفاع الهلالي يعاني كثيرا.. سبعة أهداف تلقاها حتى الآن في ست مباريات ويتحمل المدافع ماجد المرشدي والحارس عبدالله السديري مسئولية الهدفين.. فالأول كسر التسلل في الهدف الأول ولم يقف في وجه المهاجم برونو بينما وقف الثاني متفرجا في تسديدة برونو الثانية.. أما عبدالله الزوري فلم يستطع لعب كرة واحدة سليمة في الأمام وأضعف بعرضياته غير الدقيقة أكثر من كرة هلالية. وعلى الرغم من سيطرة الهلال على المباراة تماما إلا أن تراجع أكثر من تسعة لاعبين من الرائد للنصف الأخير من ملعبهم صعب المباراة على أصحاب الأرض.. ولعب الهلاليون بكل الطرق الممكنه للوصول للشباك.. لعبوا على الكرات العرضية ومن العمق ولكن دون جدوى. وحاول مدرب الهلال سامي الجابر الذي فاجأ الرائد بتغيير اسلوبه هذه المرة لأربعة لاعبين في الوسط ومهاجمين ثم رمي بأوراقه الهجومية على التوالي بالزج بياسر القحطاني ونواف العابد ثم زج بعبدالعزيز الدوسري.. وعلى الرغم من أن هذه التغييرات الذكية منحت الهلال السيطرة على المباراة غير أن الأسلوب الدفاعي البحت والرمي بالكرات كيفما اتفق والاستبسال الدفاعي أفسدوا المباراة على الهلاليين.. وحرموهم الصدارة. كما أن سوء الحظ الغريب الذي لاحق لاعبي الهلال لدرجة أن أربع كرات كانت تتجه مباشرة نحو العارضة أو القائم في وقت برز فيه حارس الرائد أحمد الكسار بشكل لافت للنظر وهو أمر لم يظهر في المباريات السابقة التي كان الدفاع والحارس فيها أضعف ما في الفريق..وتصدى الكسار لعشر كرات هلالية منها اربع كرات كانت أهدافا محققه. فعل الهلاليون كل شيء في مباراة الأمس.. سيطروا على الكرة.. قذفوا بها تجاه المرمى ولعبوا على الأطراف ومن العمق وبالكرات الهوائية وسنحت لهم أكثر من عشر فرص محققه للتسجيل في الشوط الثاني ولكن الحظ وقف حاجزا دونهم ودون العودة للمباراة وعاقبتهم الكرة بقسوة. كانت الفلسفة الرائدة بسيطة.. وضع أكبر عدد ممكن من اللاعبين في منتصف ملعبهم واللعب على الكرات المعاكسة السريعة والتي سجلوا منها هدفين في الشوط الأول وغابوا عن الشوط الثاني إلا من محاولات خجولة. وتحولت المباراة في آخر ثلث ساعة لمحاولات هلالية محمومة للتسجيل ومحاولة تشتيت الكرة أينما اتفق من الرائد.. وبأسلوب دفاعي بحت.. ومع توالي أهدار الكرات لاح شبح الهزيمة الأولى.. وهو أمر فشل ناصر الشمراني وياسر القحطاني وتياغو نيفيز وعبدالعزيز الدوسري ونواف العابد في تلافيه ليتراجع الهلال للمركز الثاني بعد ان تجرع الخسارة الأولى.. وهي خسارة لم يكن يستحقها عطفا على ماقدمه الفريق في المباراة.. تكشف الأرقام مدى التفوق الهلالي أمس.. 23 تسديدة نحو المرمى و17 كرة زاوية.. وسيطرة على المباراة بنسبة 75%.. ولكن النهاية مكانت الخسارة بهدفين لهدف.